مراحل المعركة مع أبي الأعداء الخطير!
تاريخ الإضافة : 2013-02-05 14:17:53
ميادين المعركة مع الشيطان ولي الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله تعالى ،وزعيم حزبه الفائر بالشر من الإنس والجن!

 بداية أبين ما ينبغي ان يستحضر مما يدعو إلى كسب المعركة مع عدو الله وعدو كل مسلم ، دون الغفلة عن أولياء الشيطان وحزبه من الإنس والجن ،قال تعالى " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين" ومعلوم أن المخوّف ( اسم مفعول) هنا هم الذين آمنوا ، والمخوف بهم أولياء الشيطان ،والمخوف هو زعيمهم الأكبر،أي: يخوف الشيطان المؤمنين بمن والوه واتبعوا خطواته كما سأبين

 وهذا النظريدفعه إلى أن يتخذه ،هووحزبه المشايع له عدوا،كما أمر الله تعالى بقوله :" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا "وبهذا لا يكتفى بمعرفته " عدوا " بل لا بد من إعلان عداوته بالقول والفعل والموقف ،وعداوة الشيطان لنا عريقة ، وهنا يتيقظ كذلك من جنوده وأتباعه الذين صاحبوه على طريق المعصية،دعاة الضلالة وإشاعة الشهوات الحرام! ويقتضي ذلك كمال الاحتراز منهم، والتحفظ من مكرهم ودسائسهم ،واليقظة- هنا- قلبية فكرية سلوكية ، والحذر مما يريد منه عدوه وهو لا يشعر، وقمة ما يريده أن يظفر به في عقبة من سبع عقبات! بعضها أصعب من بعض، لا ينزل منه من العقبة الشاقة إلى ما دونها إلا إذا عجز عن الظفر به فيها.فما هي العقبة الأولى ؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عدوه ليوقعه فيه ؟

عقبة الكفر بالله وبدينه ولقائه وبصفات كماله وبما أخبرت به رسله عنه ، فإنه إن ظفر به في هذه العقبة بردت نار عداوته واستراح، فإن اقتحم هذه العقبة ونجا منها ببصيرة الهداية وسلم معه نور الإيمان طلبه على: العقبة الثانية.

التي ينازل بها المسلم عدوه الشيطان وحزبه وهي: "عقبة البدعة" إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله، وأنزل به كتابه وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله: من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيئا، والبدعتان في الغالب متلازمتان، قل أن تنفك إحداهما عن الأخرى ، قال أحد البصراء بهذه السبيل: تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال، فاشتغل الزوجان بالعرس، فلم يفجأهم إلا وأولاد الزنى يعيثون في بلاد الإسلام، يضج منهم العباد إلى الله تعالى ، وتضج البلاد. وقال آخر: تزوجت الحقيقة الكافرة بالبدعة الفاجرة، فتولد بينهما خسران الدنيا والآخرة .

العقبة الثالثة:

العقبة الثالثة: وهي" عقبة الكبائر" فإن ظفر به فيها، زينها له، وحسنها في عينه، وسوف به لئلا يتوب، وفتح له باب الفهم القاصر لقضية الإيمان! وقال له: الإيمان هو نفس التصديق" فلا تقدح فيه الأعمال، يريد به أن يكون مؤمنا دون أي سلوك دال على إيمانه!، فيكون إيمانه  شجرة عارية بلا ثمرة،  وربما أجرى على لسانه وألقى في أذنه كلمة طالما أهلك بهاالشيطان الخلق وهي قوله: "لا يضر مع التوحيد ذنب كما لا ينفع مع الشرك حسنة "فتبدو جوارحه معطلة مما دعاه إليه الشرع من " العمل الصالح " والظفر بالمؤمن في عقبة البدعة أحب إلى عدوه لمناقضتها الدين ودفعها لما بعث الله به رسوله، وصاحب البدعة قلما لا يتوب منها، أو يرجع عنها بل بدلا من التوبة منها يدعو الخلق إليها ولتضمنها القول على الله بلا علم، ومعاداة صريح السنة، ومعاداة أهلها والاجتهاد على إطفاء نور السنة وتولية من عزله الله ورسوله، وعزل من ولاه الله ورسوله واعتبار مارده الله ورسوله، ورد ما اعتبره، وموالاة من عاداه ومعاداة من والاه، وإثبات ما نفاه، ونفي ما أثبته، وتكذيب الصادق ، وتصديق الكاذب ، ومعارضة الحق بالباطل، وقلب الحقائق بجعل الحق باطلا، والباطل حقا، ويوقعه في الإلحاد في دين الله وتعمية الحق على القلوب، وطلب العوج لصراط الله المستقيم ، وفتح باب تبديل الدين جملة.فإن البدع تستدرج بصغيرها إلى كبيرها حتى ينسلخ صاحبها من الدين كما تنسل الشعرة من العجين، فمفاسد البدع لا يقف عليها إلا أرباب البصائر والعميان ضالون في ظلمة العمى {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.

العقبة الرابعة:

 

فإن نجا من هذه العقبة" عقبة الصغائر" بالتحرز والتحفظ ودوام التوبة والإستغفار وأتبع السيئة الحسنة طلبه على:

وهي" عقبة المباحات" التي لا حرج على فاعلها، لكنها يشغل بها عن الاستكثار من الطاعات، وعن الاجتهاد في التزود لمعاده، ثم يطمع العدو فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن، ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات، وأقل ما ينال منه: تفويته الأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية ولو عرف السعر لما فوت على نفسه شيئا من القربات ولكنه جاهل بالسعر. فإن نجا من هذه العقبة ببصيرة تامة، ونور هاد، ومعرفة بقدر الطاعات ،والاستكثار منهان وقلة المقام على الميناءن وخطر التجارة، وكرم المشتري، وقدر ما يعوض به التجار فيبخل بأوقاته وضن بأنفاسه أن تذهب في غير ربح طلبه العدو على:" العقبة السادسة "وهي عقبة العمال المرجوحةط وهذه المعرك ترجمة لما أوعد به بني آدم ،وأخبرنا به ربنا تبارك وتعالى ،فقال : "قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ"

بالخروج من عقبة المباحات يتلقى العدو الإنسان في العقبةالسادسة،وهي:"عقبة الأعمال المرجوحة" المفضولة من الطاعات، فأمره بها، وحسنها في عينه، وزينها له، وأراه ما فيها من الفضل والربح، ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسبا وربحا، لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية، فشغله بالمفضول عن الفاضل، وبالمرجوح عن الراجح ،وبالمحبوب لله عن الأحب إليه وبالمرضي عن الأرضى له.

العقبة السابعة:

وهذا باب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس ومن ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأول.وفي هذه العقبة يبذل العدو كل شره ومكره ليوقع المكلف فيها، ويسلط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير، فكلما علت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله، وظاهر عليه بجنده وسلط عليه حزبه وأهله بأنواع التسليط، وهذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها، فإنه كلما جد في الاستقامة والدعوة إلى الله، والقيام له بأمره جد العدو في إغراء السفهاء به، فهو في هذه العقبة قد لبس لأمة الحرب، وأخذ في محاربة العدو لله وبالله !فعبوديته فيها عبودية خواص العارفين

فهذه نبذة من بعض لطائف أسرار التوبة