الخشوع المحمود ..
تاريخ الإضافة : 2013-02-16 15:57:36
الخشوع المحمود ..

موانع الخشوع التي ذكرها العلماء على سبيل الاختصار

- رفع البصرفي أثناء القيام في الصلاة عن موضع السجود :

" وروى أحمد عن محمد بن سيرين قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع بصره في الصلاة فلما نزلت هذه الآية قد {أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون } لم يكن يجاوز بصره موضع سجوده" . رواه الإمام أحمد في كتاب الناسخ والمنسوخ    - ولما كان رفع البصرفي الصلاة إلى السماء ينافى الخشوع حرمه النبي - صلى الله عليه وسلم - وتوعد عليه، ففي الصحيحين أنه- عليه الصلاة والسلام- قال :" لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم في الصلاة أو لا ترجع إليهم أبصارهم ."

- هذا،وقد اتفق العلماء على أن رفع المصلي بصره إلى السماء منهي عنه .

هذا مما جاءت به الشريعة تكميلا للفطرة لأن الداعي السائل الذي يؤمر بالخشوع  وهو الذل والسكون ، ويناسب حاله الإطراق وغض بصره أمامه .

- الإخلال بالركوع والسجود " ... وإذا كان الخشوع في الصلاة واجبا، وهو متضمن للسكون والخشوع . فمن نقر نقر الغراب لم يخشع في سجوده ، وكذلك من لم يرفع رأسه من الركوع ويستقر قبل أن ينخفض ، لم يسكن ، لأن السكون هو الطمأنينة بعينها، فمن لم يطمئن لم يسكن ، ومن لم يسكن لم يخشع في ركوعه ، ولا في سجوده ، ومن لم يخشع في صلاته فقد فقد لب الصلاة وروحها ! .

- تكلف الدعاء يذهب الخشوع

- الصلاة في قارعة الطريق :ومما يشغل المصلي ، وينافي الخشوع ، الصلاة في طريق المارة ، ولذلك قال فقهاء الشافعية : ولا يصلى في قارعة الطريق . " لحديث  ابن عمر - رضي الله عنهما - : "سبعة مواطن لا تجوز فيها الصلاة .. " وذكر قارعة الطريق ، ولأنه يمنع الناس من الممر، وينقطع خشوعه بممر الناس. فإن صلى فيه صحت صلاته لأن : المنع لترك الخشوع ، أو لمنع الناس من الطريق . وذلك لا يوجب بطلان الصلاة ، وهو مكروه لأن يفقد الخشوع .

 

- أن يكون في ثوبه أو مصلاه صوراً أو نقوشاً :لأن ذلك يشغل بصره فيلهيه عن الذكر والتلاوة - وهو ينافي الأدب مع الله وبين يديه - فيفقد الخشوع وقد قال الله - جل وعلا - { وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه }.

وقال صاحب المهذب : ويكره أن ينظر إلى ما يلهيه لما روت عائشة - رضي الله عنها

- قالت : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي ، وعليه خميصة ذات أعلام . فلما فرغ قال:" ألهتني أعلام هذه، اذهبوا بها إلى أبي الجهم ،وأتوني بأنبجانيته"

- الصلاة حاقناً أو حاقباً أو حازقاً :

والصلاة حاقناً: بالبول . أو حاقباً : بالغائط . أو حازقا: أي بالريح .

- الصلاة بحضرة طعام :وللفقهاء في ذلك تفصيل متى يكره ومتى لا يكره :" .. التوقان إلى الطعام الحاضر أو القريب الحضور أي :شدة اشتهائه بحيث يختل الخشوع لو قدم الصلاة عليه . و لأمره - صلى الله عليه وسلم - : بتقديم العشاء على العشاء . ويأكل ما يتوفر معه خشوعه . فإن لم يتوفر إلا بالشبع شبع . ومحل ذلك إن وسع الوقت أيضا وإلا صلى فورا وجوباً ".

- تجنب العبث ببدنه أو ثوبه أو غيره :".. عبث بلحيته ، أو فكر بقلبه فكرا فاسدا ، أو أصلح ثوبا أو حمل صبيا أو ثقلا فهو على صلاته ، ولا سجود للسهو عليه. ولو تجنب ذلك كله كان أخشع " .

- القيام على هيئة غير مشروعة :

- ترك الورع

كان سهل بن عبد الله يقول:" غفل في الناس أشياء، فنُزع منهم الخشوع بتركهم الورع ، ويذهب منهم العلم بإظهار الكلام ، ويضيعون الفرائض باجتهادهم في النوافل ، ويصير نقض العهود وتضييع الأمانة وارتفاعها من بينهم علما، ويرفع من بين المنسوبين إلى الصلاح في آخر الزمان علم الخشية وعلم الورع وعلم المراقبة، فيكون بدل علم الخشية وساوس الدنيا. وبدل علم الورع وساوس العدو. وبدل علم المراقبة حديث النفس ووساوسها. قيل : ولم ذلك يا أبا محمد ؟ قال: يغفل في القراء دعوى التوكل والحب والمقامات ، ترى أحدهم يصوم ويصلي عشرين سنة ، وهو يأكل الربا، ولا يحفظ لسانه من الغيبة ولا عينه وجوارحه مما نهى الله عنه "الجدل

- وكما يُحرَم الخشوع من كثر كلامه ، كذلك يحرمه من كثر جدله .

روى أبو نعيم في الحلية عن الأوزاعي أنه كتب إلى الحكم بن غيلان القيسي :

" ودع من الجدال ما يفتن القلب , وينبت الضغينة ، ويجفي القلب ، ويرق الورع في المنطق والفعل ...وليعنِك ما عَنى الصالحين قبلك فإنه قد أعظمهم ثقل الساعة ، فجرت على خدودهم من الخشوع دموعهم ، وطووا من خوف على ظمأ مناهلهم ،