إذا كثرت الفرق ، وكثر علماء السوء
تاريخ الإضافة : 2013-06-20 07:09:27
إذا كثرت الفرق ، وكثر علماء السوء، ولا يدري الإنسان من يتبع ، قال صلى الله عليه وسلم : (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يختلفا حتى يردا عليّ الحوض).

 

لا علاقة البتة بين كثرة الفرق وبين ما دعينا إاليه من التمسك بالكتاب والسنة ، بل التمسك بهما في السراء والضراء على حد سواء .

علماء السوء هم الذين يهاجمون السلف الذين كانوا على ما تركهم عليه الرسول عليه الصلاة والسلام من التمسك بالكتاب والسنة ،وعلماء السوء هم الذين يروجون الأكاذيب ، وليس لديهم في مروياتهم سند ، وقد أكثروا من الكذب على آل البيت ، ولو سلمنا بأنه مع كثرة علماء السوء يتحتم التمسك بالكتاب والسنة فلدى أهل السنة كلا المستمسكين على ما أنزل عليه القرآن ، كما ضبطت لديهم السنة على أروع سبل الضبط بشهادة الأعداء ! وقد تلقت أجيال أهل السنة المنهج ، وحرصت على صيانته من التحريف والعبث كما وقع للفرق التي خرجت عن المنهج !

ذكر العترة لا يراد منه أنهم وحدهم يؤخذ عنهم ، لأن الصحابة بالآلاف ، ومنهم جهابذة الصحابة الذين حملوا كما مباركا من النصوص  ثم كثير من اهل البيت هم من أهل السنة والجماعة ، أم يريد أن نأخذ ممن يغسل دماغه ، ثم يلوث بكل ملوثات الضلال ، في " قم " والمحاضن التي تربي أتباعها على كره كبار الصحابة ، ويفترون على خيار الصحابة ما تشيب له النواصي ! وإن أدنى معرفة بطاماتهم يقف أمام الكم الهائل من الدجل الذي يقدم للمسلمين مغلفا بحب آل البيت ! علما أن كل المسلمين من أهل السنة وحدهم الذين يحبون آل البيت دون شطط أو نوايا فاسدة !

" أن تنتبه لدينك من فكر الوهابيين ! فما على وجه الأرض من عدو لأهل بيت رسول الله الا الوهابيون ، ولا يوجد منهم من يحب أهل بيت رسول الله فانتبه !!

الافتراء من هذا النصح الخائن للصدق والأمانة العلمية لا يدلل عليه ، لشدة ظهوره !

هذا الإطلاق في العبارة " ما على وجه الأرض.." لا يقدر على الصدق فيها إلا من كان علمه قد أحاط بأهل الأرض ! وهيهات أن يتحقق إلا بالوحي وقد انقطع نزوله !

المطلع على ما لدى " الوهابية " يجد أنهم قد أعلنوا عن محبتهم لآل البيت ، واعتبروه من الإيمان ! وسر الافترتء عليهم هو أنهم طاردوا كثيرا من المظاهر الوثنية التي هي في دماء كثير من سلوكيات هؤلاء ، وقد قرروا أن معنى قوله تعالى " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام " من سورة البقرة – قالوا الذي يأتي في النص هو" عليّ " ويرون أن الذي يتولى حساب الناس يوم القيامة السيدة فاطمة رضي الله عنها ، والحسين يقف على باب الجنة ليدخل الجنة من شاء !و لو أردت أن أسرد بعضا من طاماتهم لما وسع الحاسوب عبى رحابة صدره !

الوهابية ملتزم أكثرهم بمذهب الإمام أحمد ، وهم الذي كشفوا عورات هؤلاء العقدية ، أنأخذ ممن لديه هذه الطامات التي ضج منها شيعة انشقوا عن المذهب ، والفوا فيها !!فأي نصيحة تلك ، بل النصيحة أن يقال لهذا الناصح نحن ننصح بالعودة إلى رحاب الحق ن حيث الصفاء في التصور ، والعبادات والسلوك !

وهنا أعرض من أقوال العلماء ما يسدد الفهم الذي يتناسب مع منطق الحق وشهادة التاريخ ، ونؤكد أن مثل الإمام الشافعي ، وهو من أئمة أهل السنة كان " من أهل البيت " حقا ، بسلامة النسب وسنده ،  لا من أولئك الذين يشترون النسب شراء من " الفرس "

في العلل المتناهية لابن الجوزي :أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال اخبرنا عبد الرحمن بن احمد ابن يوسف قال انا ابو بكر..." إلى أن قال : نا موسى بن عبيدة قال أخبرني هود بن عطاء عن أنس بن مالك قال: كان في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل تعجبنا تعبده واجتهاده فذكرناه لرسول الله باسمه ، فلم يعرفه ، ووصفنا بصفته ، فلم يعرفه فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل ، فقلنا: هو هذا! فقال: إنكم لتخبرون عن رجل على وجهه سفعة من الشيطان ، فأقبل حتى وقف عليهم ، فلم يسلم ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نشدتك الله هل قلت حين وقفت على المجلس ما في القوم أحد أفضل مني ! وخير مني! فقال: اللهم نعم ، ثم دخل فصلى ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يقتل الرجل؟ قال أبو بكر: أنا ! فدخل عليه فوجده يصلي ، فقال: سبحان الله ! أقتل رجلا يصلي ، وقد نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ضرب المصلين فخرج وذكر باقي الحديث  ..

قال المؤلف: هذا حديث لا يصح ! قال أحمد: لا يحل عندي الرواية عن موسى ابن عبيدة ! وقال يحيى ليس بشيء .

  • عند الحاكم بسند صحيح، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {يا أيها الناس! تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً؛ كتاب الله وسنتي}
  • وعند الترمذي بسند ضعيف عن جابر: {إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي}

 قال الخطابي: عترته صلى الله عليه وسلم يؤخذ منهم العلم، وقيل يقدرون ويوقرون، فهو من أسباب النجاة التي ينجو بها العبد: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23].

  • وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله  وسلم - فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللهِ ، وَعِترَتِي أَهْلَ بَيْتِي» صحيح رواه الترمذي.

وقَوْلُهُ: (فِي حَجَّتِهِ) أَيْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. (إِنِّي تَرَكْت فِيكُمْ مَنْ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ) أَيْ اِقْتَدَيْتُمْ بِهِ وَاتَّبَعْتُمُوهُ.

  • (كِتَابَ اللهِ وَعِترَتِي أَهْلَ بَيْتِي) الْمُرَادُ بِالْأَخْذِ بِهِمْ التَّمَسُّكُ بِمَحَبَّتِهِمْ وَمُحَافَظَةُ حُرْمَتِهِمْ وَالْعَمَلُ بِرِوَايَتِهِمْ وَالِاعْتِمَادُ عَلَى مَقَالَتِهِمْ، وَهُوَ لَا يُنَافِي أَخْذَ السُّنَّةِ مِنْ غَيْرِهِمْ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
  • والتَّمَسُّكُ بِالْكِتَابِ :يمثله الْعَمَلُ بِمَا فِيهِ ، وَهُوَ الِائْتِمَارُ بِأَوَامِرِ اللهِ وَالِانْتِهَاءُ عَنْ نَوَاهِيهِ، وتبني صفات من أثنى الله عليهم ، وهم الصحابة رضي الله عنهم ، ولا يقول عاقل : إن أهل البيت ، وهم على ما يرون سيدنا علي وفاطمة والحسن والحسين ، وحدهم الذين يؤخذ عنهم ، علما أن أهل السنة قد أخذوا بما ثبت عنهم !وهذا ما قرره العلماء !
  •  وَمَعْنَى التَّمَسُّكُ: بِالْعِترَةِ مَحَبَّتُهُمْ وَالِاهْتِدَاءُ بِهَدْيِهِمْ وَسِيرَتِهِمْ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مُخَالِفًا لِلدِّينِ الذي يرجع فيه إلى كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والسيرة التي هي التطبيق العملي ، وما دلنا عليه الرسول من سنة الخلفاء الراشدين ، وجماهير العلماء الثقات !. أما الكتاب؛ فلأنه معدن العلوم الدينية والحكم الشرعية، وأما العترة فلأن العنصر إذا طاب أعان على فهم الدين؛ فطيب العنصر يؤدي إلى حسن الأخلاق، ومحاسنها تؤدي إلى صفاء القلب ونزاهته وطهارته.
  • والمراد بعِترته- هنا- العلماء العاملون الذين هم ورثة الأنبياء ، إذ هم الذين لا يفارقون القرآن، أما نحو جاهل وعالم مخلط فأجنبي من هذا المقام، وإنما ينظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، فإذا كان العلم النافع في غير عنصرهم لزمنا إتباعه كائنًا ما كان.
  • وعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ  قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: « إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِترَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا» (صحيح رواه الترمذي).
  • (أَحَدُهُمَا) وَهُوَ كِتَابُ اللهِ (أَعْظَمُ مِنْ الْآخِرِ) وَهُوَ الْعِترَةُ.
  • (كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ) أَيْ يُوصِلُ الْعَبْدَ إِلَى رَبِّهِ وَيُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى قُرْبِهِ، فكيف يجعل الناصح العترة هم الحبل الممدود ! وهنا يحذر من المندسين بين أهل البيت ، ومنهم من دخل في الإسلام تقية بعد أن أطفأ الصحابة نارهم المعبودة ! ليتمكنوا من تأجيجها من بعدُ ! ووجدوا ليتمكنوا من الدس أنه لابد من ستار، فوجدوه في دعوى محبة آل البيت ، لأنهم يعلمون يقينا أن محبتهم متغلغلة في قلوب المسلمين حيثما كانوا ! أجل إن محبة آل البيت على ما عليه أهل السنة من الإيمان ، بل محبة المؤمنين بعامة من هذا الضرب ، فكيف إذا كانوا من أهل البيت ؟!
  •  والوصية بالعترة (وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي) إلى جانب الوصية بالكتاب هي أن رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يُوصِي الْأُمَّةَ بِحُسْنِ الْمُخَالَقَةِ مَعَهُمَا وَإِيثَارِ حَقِّهِمَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ كَمَا يُوصِي الْأَبُ الْمُشْفِقُ النَّاسَ فِي حَقِّ أَوْلَادِهِ.
  • (وَلَنْ يَتَفَرَّقَا) أَيْ كِتَابُ اللهِ وَعِتْرَتِي فِي مَوَاقِفِ الْقِيَامَةِ، (حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ).
  • (فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي) أَيْ : كَيْفَ تَكُونُونَ بَعْدِي خُلَفَاءَ أَيْ عَامِلِينَ مُتَمَسِّكِينَ بِهِمَا.
  • انظر للاستزادة المفيدة " تحفة الأحوذي" للمباركفوري ، و:" فيض القدير شرح الجامع الصغير"  للمناوي،
  • فمن هم أهل البيت الوارد ذكرهم في النصين المذكورين؟
  • يرى علماء الشيعة حصر آل البيت في عَلِيٍّ وفاطمة وابنيهما، أما زوجات النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقد أخرجوهن من أهل البيت بينما القرآن الكريم قد خَصَّهُنَّ بوصف أهل البيت، ويقول الشيعة: إن الحديث النبوي نسخ القرآن في ذلك حيث قال النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَهْلُ بَيْتِي: عَلِيًّا وَفَاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ».
  • إن هذا الحديث لم ينسخ الآية القرآنية ، فلا تعارض بينهما ، إذ إن وصف أهل البيت يشمل زوجات النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويشمل من ورد ذكرهم في الحديث النبوي.
  •  
  • وزاد علماء الشيعة على هذا الحصر أن زعموا العصمة خلافا لأهل السنة للإمام عَلِيٍّ والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين!! وفي هذا مناقضة  للحقائق المستقرة التي تقضي بانحصار العصمة في النبوة ، وهذا المسلك يراد منه أن يبقى أمر " الوحي " قائما ، ليتمكنوا من العبث في دين الله تعالى ! .
  • فالشيخ الآصفي يقول: « ويستمر هذا الامتداد المعصوم من الكذب والخطأ في تبليغ أحكام الله إلى يوم القيامة ضمن نطاق أهل بيت رسول الله، وفي كل عصر منهم، إمام يعود الناس إليه في معرفة أحكام الله وحدوده» على أن المعصوم هنا قد اختفى ، وبقي ثلة من القوم على صلة به ، وينقلون عنه الأوامر والنواهي التي يوحى بها إليه ، وحدث هنا ولا حرج عن التزوير والعبث ! .
  • ولم يقف هؤلاء عند ظاهر الآية القرآنية حيث تضمنت تطهير أهل البيت من الرجس على مرادهم، بل قالوا بامتداد العصمة لتشمل العصمة في تبليغ أحكام الله ، كما هو شأن رسل الله تعالى. وكل ذلك يخالف النصوص التي يستند إليها علماء الشيعة أنفسهم !، بل من شأنه أن يصبح الإمام المعصوم كالأحبار والرهبان يُشَرِّعُ من دون الله تعالى.
  • بَرَاءَةُ الأَئِمَّةِ: ليس صحيحًا أن أحدًا من الأئمة قد قال بهذه العصمة في الرواية لنفسه أو غيره، ولهذا نجد الشيخ جعفر كاشف الغطاء ينفي الصحة عن المراجع الأصولية عند الشيعة وهي " من لا يحضره الفقيه "، و" الكافي " و" التهذيب ". فيقول عن أصحابها: (وهم الكُليني، ومحمد الصدوق، ومحمد الطوسي)، يقول: «كَيْفَ يُعَوَّلُ فِي تَحْصِيلِ العِلْمِ عَلَيْهِمْ وَبَعْضُهُمْ يُكَذِّبُ رِوَايَةَ بَعْضٍ، بِتَكْذِيبِ بَعْضِ الرُوَّاةِ» .
  • ولهذا أيضًا جاء في كتاب " أعيان الشيعة ": «إِنَّ أَكْثَرَ الأَخْبَارِ المَرْوِيَّةِ غَيْرَ قَطْعِيَّة السَّنَدِ، وَإِنَّ أَحَادِيثَهَا مُخْتَلِفَةِ المَرَاتِبِ فَفِيهَا الصَّحِيحُ وَالحَسَنُ وَالمُوَثَّقُ وَالضَّعِيفُ وَالمُرْسَلُ وَالضَّعِيفُ وَغَيْرَ ذَلِكَ» .
  • أمن هؤلاء ينصح الناصح أن نأخذ ؟ ونترك ما عليه الأمة عبر القرون ، وقد تلقته الأجيال ، جيلا عن جيل ، وبين ايدينا كتاب الله المحفوظ ، وهناك آلاف من العلماء الربانيين الذين طلب منها أن نرجع إليهم لنتعلم !
  • إن ضوابط النقل عند اهل السنة يجعل من عرفها مطمئنا كل الاطمئنان إلى ما يثبتونه ، أو ينفونه !
  • هذا ما تيسر ، وإن وجدت فرصة ألحقت بهذا مزيد بيان !