ما درست في العقيدة ان التأثير يكون عند التقاء السبب...
تاريخ الإضافة : 2014-06-05 11:20:51
ما درست في العقيدة ان التأثير يكون عند التقاء السبب بالمسبب وسمعت من طائفة يقولون ان الله خلق التأثير في السبب لا كما تعلمنا ان الله يخلق التأثير عند الإلتقاء بين السبب والمسبب احتجاجاً بقوله تعالى ( فيه شفاء للناس ) و( فيه بأس شديد) الفرق بين في وعند والرد على من إحتج بهذه الآيات وخالف أهل السنة

- لا أعيد ما ذكرته مما يتعقب النصين ، ويكفي فيه أن أبين أن النص يدل على ظرفية الشفاء بدلالة " فيه " ، وظرفية الحديد كذلك ، ومن وضع في المظروف الشفاء ، والبأس ؟ نرجع لنجيب عنه إلى النصوص العامة ، ومنها " الله خالق كل شيء " فهو عام محكم في كل ما في هذا الوجود من مخلوقات إيجادا ، وإمدادا !

- وإن لم نفعل كنا أمام نسبة خلق الشفاء للعسل ، أي لم تتعلق قدرة الله بالشفاء ، وفيه ما ترى من جعل شريك مع الله في الخلق ، لأن الشفاء خلق ، وقد تفرد الحي القيوم بذلك ، وقد ثبت في الحديث " لا شفاء إلا شفاؤك " بأسلوب القصر! أي: هو أنه وحده هو الشافي ، والعسل هنا ليس إلا سببا من الأسباب ، فهل يجوز ان نقول " إلا شفاؤك وشفاء العسل ؟؟؟!

 - ثم دلت النصوص ، ومعاني أسماء الله كالخالق والرازق والمحيي والمميت والخافض و.. على عموم تعلق قدرة الله بكل المحدثات ، والقول بأن بعض هذه المحدثات ترجع في إيجادها إلى المخلوق ، كالعسل – مثلا- يعني أن قدرة الله ليست عامة التعلق ، بل يشارك الله في الإيجاد شركاء !!! وهذا يتعارض مع كثير من النصوص !

- أما الفرق بين يخلق بها ، أو عندها ، أو فيها ، فالباء تدل على "السببية" والأسباب ثابتة بما جاءت به النصوص ، ولا تنكر ، لكن التأثير لمسبب الأسباب ، واقرا معي ما يلي بدقة ، وتتبع إسناد الفعل ، قال تعالى "وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ " وتابع الأفعال حيث أسندت لله ، مع ذكر السبب : نزلنا – فأنبتنا – وأحيينا " الفاعل فيها هو الله لا الماء الذي جعل سببا!

- وكثير هي النصوص التي تثبت الأسباب ، وتنفي عنها التأثير ، وإلا لكانت الأسباب شريكة مع الله في التأثير ، وهذا لا يستقيم !

- ثم إن القول بأن السبب فيه قوة مودعة ، فهذا مذهب المعتزله ، وقد قال العلماء في رصد المذاهب غير مذهب أهل السنة :

ومن يقل بالطبع أو بالعلة *** فذاك كفر عند أهل الملة

ومن يقل بالقوة المودعة  *** فذاك بدعي فلا تلتفت !

 ويكفي على بطلان أن الله خلق في الأشياء قوة أودعها فيها ، أن في هذا التصور توجيه إلى الاعتماد على الأسباب ، وإلغاء للتوكل على الله ، وتعطيل لمعنى " لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة " ولم يعد هناك حاجة للاستعانة بالله على الشبع والشفاء غيرها من المطالب ، بل يكفي أن نسأل الأشياء ذلك كله ! ، بل نشكر الأسباب التي أورثتنا الشبع ، وشفتنا !

- أما القول " عندها " فيعني أننا أثبتنا ما أقامه الله من أسباب ، ونفينا عنها التأثير إلا به سبحانه ، واعتقدنا أن الله لو شاء لخلق دون الأسباب ، كما في حمل السيدة مريم دون زوج ، ومن قال: هذه معجزة ! قلنا: صدقت ، ولكنها تؤكد طلاقة قدرة الله الذي يخلق من العدم ، كما خلق الماء من بين أصابع المصطفى – عليه الصلاة والسلام - وأظن أن ما ذكرته يكفي لمن أنصف ! !

- أنصح أن ترجع في هذا الموضوع إلى عون المريد ، فقد جاء وافيا بأدلته !