- لا أعيد ما ذكرته مما يتعقب النصين ، ويكفي فيه أن أبين أن النص يدل على ظرفية الشفاء بدلالة " فيه " ، وظرفية الحديد كذلك ، ومن وضع في المظروف الشفاء ، والبأس ؟ نرجع لنجيب عنه إلى النصوص العامة ، ومنها " الله خالق كل شيء " فهو عام محكم في كل ما في هذا الوجود من مخلوقات إيجادا ، وإمدادا !
- وإن لم نفعل كنا أمام نسبة خلق الشفاء للعسل ، أي لم تتعلق قدرة الله بالشفاء ، وفيه ما ترى من جعل شريك مع الله في الخلق ، لأن الشفاء خلق ، وقد تفرد الحي القيوم بذلك ، وقد ثبت في الحديث " لا شفاء إلا شفاؤك " بأسلوب القصر! أي: هو أنه وحده هو الشافي ، والعسل هنا ليس إلا سببا من الأسباب ، فهل يجوز ان نقول " إلا شفاؤك وشفاء العسل ؟؟؟!
- ثم دلت النصوص ، ومعاني أسماء الله كالخالق والرازق والمحيي والمميت والخافض و.. على عموم تعلق قدرة الله بكل المحدثات ، والقول بأن بعض هذه المحدثات ترجع في إيجادها إلى المخلوق ، كالعسل – مثلا- يعني أن قدرة الله ليست عامة التعلق ، بل يشارك الله في الإيجاد شركاء !!! وهذا يتعارض مع كثير من النصوص !
- أما الفرق بين يخلق بها ، أو عندها ، أو فيها ، فالباء تدل على "السببية" والأسباب ثابتة بما جاءت به النصوص ، ولا تنكر ، لكن التأثير لمسبب الأسباب ، واقرا معي ما يلي بدقة ، وتتبع إسناد الفعل ، قال تعالى "وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ " وتابع الأفعال حيث أسندت لله ، مع ذكر السبب : نزلنا – فأنبتنا – وأحيينا " الفاعل فيها هو الله لا الماء الذي جعل سببا!
- وكثير هي النصوص التي تثبت الأسباب ، وتنفي عنها التأثير ، وإلا لكانت الأسباب شريكة مع الله في التأثير ، وهذا لا يستقيم !
- ثم إن القول بأن السبب فيه قوة مودعة ، فهذا مذهب المعتزله ، وقد قال العلماء في رصد المذاهب غير مذهب أهل السنة :
ومن يقل بالطبع أو بالعلة *** فذاك كفر عند أهل الملة
ومن يقل بالقوة المودعة *** فذاك بدعي فلا تلتفت !
ويكفي على بطلان أن الله خلق في الأشياء قوة أودعها فيها ، أن في هذا التصور توجيه إلى الاعتماد على الأسباب ، وإلغاء للتوكل على الله ، وتعطيل لمعنى " لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة " ولم يعد هناك حاجة للاستعانة بالله على الشبع والشفاء غيرها من المطالب ، بل يكفي أن نسأل الأشياء ذلك كله ! ، بل نشكر الأسباب التي أورثتنا الشبع ، وشفتنا !
- أما القول " عندها " فيعني أننا أثبتنا ما أقامه الله من أسباب ، ونفينا عنها التأثير إلا به سبحانه ، واعتقدنا أن الله لو شاء لخلق دون الأسباب ، كما في حمل السيدة مريم دون زوج ، ومن قال: هذه معجزة ! قلنا: صدقت ، ولكنها تؤكد طلاقة قدرة الله الذي يخلق من العدم ، كما خلق الماء من بين أصابع المصطفى – عليه الصلاة والسلام - وأظن أن ما ذكرته يكفي لمن أنصف ! !
- أنصح أن ترجع في هذا الموضوع إلى عون المريد ، فقد جاء وافيا بأدلته !
بتاريخ : 2020-02-28
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم تهذيب حواجب المرأة وخصوصا المتزوجة؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) سؤال حول ارث الأحفاد من الجد بعد وفاة الأب قبل الجد. هل...
- ( أسئلة فقه العبادات ) ما حكم الرجل المتزوج إذا خان زوجته هل تطلق منه زوجته؟
- ( أسئلة فقه العبادات ) كيفية التطهر من نجاسة الكلب
- ( أسئلة عامة ) ما هي حكمة الصوم عن الكلام في قضيتي زكريا و مريم عليهما...