مقام المحاسبة من أنفع المقامات للسائرين إلى ( الآخرة ) !
محاسبة صادقة ، وحقيقة تتجلى ، ما أخسر من غفل عنها !
مشهد ضج ّ فيه سلوك معجونه كذب وخيانة وعصيان ، تقابله عقوبة حشوها شتمٌ وضربٌ ، وميزان العدل الرباني يوضع يوم الحساب ، ليأخذ كل واحد حقه ، ويرتفع به الظلم ، يوم " لا ظلم اليوم "!!!
عن مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عائشة
- رضي الله عنها - أن رجلا قعد بين يدي النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني ، وأشتمهم وأضربهم ! فكيف أنا منهم ؟!
قال: بحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك ، وعقابك إياهم!
فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم ، كان كفافا ، لا لك ولا عليك!
وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم ، كان فضلا لك !
وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم أقتص لهم منك الفضل ! قال: فتنحى الرجل ، فجعل يبكي ، ويهتف!!
فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : أما تقرأ كتاب الله { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين }
فقال الرجل: والله يا رسول الله! ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم ، أشهدكم أنهم أحرارا كلهم "
قال أبو عيسى هذا حديث غريب