بين فضل الكريم ، وعدل الحكيم !


لا صغيرة إذا قابلك عدله ولا كبيرة إذا واجهك فضله ..

- الصغيرة: هي الذنب الذي لا وعيد فيها من القرآن ، ولا من الحديث!

 والكبيرة: هي التي توعد عليها في القرآن ، أو في السنة ، بالعذاب ،أو باللعن ، أو يقام على مرتكبها الحدّ ، في القرآن ، أو في السنة ! وقيل غير ذلك هذا كله بالنظر لظاهر الأمر! وأما باعتبار ما عند الله من أمر غيبه ، وبالنظر إلى حلمه وعدله ، فقد يبرز خلاف ما يُظن قال- تعالى- : " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون "

فإذا قابلك الحق- سبحانه وتعالى- بعدله وجلاله ، لم تبق لك صغيرة ، وعادت صغائرك كبائر! وإذا واجهك الحق- تعالى- بفضله وكرمه وإحسانه وجماله ، لم تبق لك كبيرة ، وعادت كبائرك صغائر!

- قال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله :" إذا أنالهم فضله ، لم تبق لهم سيئة ، وإذا وضع عليهم عدله لم تبق لهم حسنة "

 وقيل: لو وزن رجاء المؤمن وخوفه ما رجح أحدهما على الآخر بل المؤمن كالطائر بين جناحين !

- حديث الرجل الذي يمد له تسعٌ وتسعون سجلاً ، كلّ سجل مدّ البصر، ثم تخرج له بطاقة قدر الأنملة ، فيها شهادة" أن لا إله إلا الله " فتطيش تلك السجلات " يدل على عظيم حلمه ، ورحمته ، وشمول كرمه ، وواسع منته !

يا ربّ! عبدك بباب فضلك لائذ ، وبجناب عفوك عائذ !

قد اشتعل الرأس مني شيبا ، وكثرت غفلاتي حتى سدّت أفق حياتي ، فهلا من كرمك على من بلغ من الكبر عتيا ؟ يا ذا الفضل والإحسان !