المصائب يرقق بعضها بعضا !


المصائب يرقق بعضها بعضا ! والحبيب- عليه الصلاة والسلام- يسعى إلى التخفيف عن الأمة من آلام ما ينزل بها من مصائب ما استطاع ، ومما دل عليه أن يستحضر المصاب ما هو أكبر من مصابه ،  فقال - عليه الصلاة والسلام-  :" من أصيب بمصيبة، فليذكر مصيبته بي، فإنها أعظم المصائب "

- حدث أبو ذؤيب الهذلي الشاعر فقال: بلغنا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عليل، فاستشعرت حزناً ، وبت بأطول ليلة ، لا ينجاب دَيجورها ، ولا يطلع نورها، فظللت أقاسي طولها ، حتى إذا كان قربَ السَحر أغفيتُ، فهتفَ بي هاتفٌ، وهو يقول :

خطبٌ أجلَ أناخَ بالإسلام ... بين النخيل ومغقدِ الآطامِ

قبضَ النبيُّ محمدٍ فعيوننَا ... تُذْرِي الدُّموعَ عليه بالتَّسْجَامِ

قال أَبو ذؤيُب: فوثبت من نومي فزعاً ، فنظرت إِلى السماءِ فلم أر إلا سعدَ الذابح ، فاستشعرت ذبحاً يقعُ في العرب. فعلمت- بعدها- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قد قبض، أَو: هو ميت من علته ، فركبت ناقتي وسرت متوجها إلى المدينة !