من مشاهد يوم الحساب لعله ينبه غافلا ، ويفتح عينا مغمضة عن الحقيقة
قال - تعالى - : " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا . وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها . وكفى بنا حاسبين " !
- الحبة من خردل تصور أصغرُ ما تراه العيون ، وأخفهُ في الميزان , وهي- مع هذا- لا تترك يومَ الحساب ، ولا تضيع ، والميزان الدقيق يَشيل بها أو يميل !
- وعليه : " فلتنظر نفس ما قدمت لغد " والقلب الحيّ يصغي إلى النذير . وعلى الغافلين المعرضين عن هذه الحقيقة أن يبادروا قبل أن تطوى الدنيا ،وتنشر الآخرة . فإنهم إن نجَوا من حساب الدنيا ، كما يبدو لهم ، فهناك- على طريقهم- الآخرة التي هي لنا جميعا بالمرصاد!
- وهناك يتجلى قوله- تعالى - : " وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
- و المراد " بالفلاح " هنا كونه في عيشة راضية في الجنة ، وأن المراد" بالخسران" هنا كونه في الهاوية من النار ، وذلك في قوله- تعالى- : { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ }