ما أجهل من ظن أن الله ليس بغالب ! وما أغباه !
- درس عميق الجذور في كون الملك كله بقبضة الله ، وأن ما أراد الله أن يكون لا بد أن يكون ، ولو وقف كل الكون في وجهه !
- من الأمراض النفسية أن يتخيل المريض أمرا يخاف منه ، ثم يغذي خياله بباعث التخلص منه ، ويسلك إلى هذا ليله ونهاره ، موظفا كلّ ما بإمكانه لذلك !
- فرعون على سلطانه ، وازداد خوفه برؤيا هي أن مولودا من بني إسرائيل يسلبه إياه فأصدر قرارا يقضي بذبح كل الأطفال الذين يولدون !
- وأبى اللهُ إلا أن يُربى تحت رعايته ، وفي قصره ، مَنْ خافَ منه في قصره !
- قال- تعالى- يكشف لنا عن مجموعة من الحقائق ، ومنها أن الله غالب على أمره :" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ "
- ومن تدبير الله للكليم أن يُحرم عليه " المراضع " وهو تحريم " قدري " فلا يقبل إلا ثديَ أمّه التي ألقته في " اليمّ " وهذا من مظاهر حكمة الله لتستقدم أمّه إلى القصر ، وتكون إلى جانب ابنها ترضعه ، دون ان تثار أدنى شبهة فيها ، وليبين لنا الله أنه " لا يغالب ، وأن من غالبَ اللهَ غلبه اللهُ جل جلاله " !
- قال- تعالى- : "وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ "
وتأتي الثمرة التي قدّرها منْ بيده ملكوت السموات والأرض ، ليُطمْئن العبادَ إلى تصاريف أقداره الحكيمة ، ولا يسمحوا ليأس ما أن يتسرب إلى النفوس !
- قال في الثمرة التي وعد بها- سبحانه- أمّ الكليم : " فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "