مشهد نضح عليه العقل الروحاني
كان عروة بن الزبير – وهو شيخ كبير – عند الوليد بن عبد الملك ، وقد وقعت في رجله الأكلة ، فأشار الأطباء عليه بقطعها لاتفسد جسده كله ، ودعي له من يقطعها ، فلما جاء الطبيب قال لعروة : نسقيك الخمر حتى لاتجد لها ألما ً ! فقال عروة : لا أستعين بالحرام على ماأرجو من عافية !
قال : فنسقيك المرقد . فقال عروة : ماأحب أن أسلب عضوا ً من أعضائي وأنا لاجد ألم ذلك فأحتسبه !
ودخل رجال أنكرهم عروة ، فقال : ماهؤلاء ؟
قالوا : يمسكونك ، فإن الألم ربما عزب معه الصبر .
قال : أرجو أن أكفيكم ذلك من نفسي . .
أخذ يكبر ويهلل وقاطع رجله يجري عمليته ، ويعمل سكينه في رجله . ففي أي أفق كان عروة وهو يذكر الله تعالى حتى غاب عن ألم ما يطاق ؟!