الأصل في التعامل مع اللغة أن تحمل على الحقيقة إلا إذا تعذر ذلك بدليل، فتنقل- حالتئذ- إلى المجاز!
- في القرآن كلمات تحمل على الحقيقة، أو على المجاز ، أو على كليهما !
- مما يحتمل كلا من الحقيقة والمجاز معا قوله - تعالى - :{وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ}
1- قَالَ الشَّافِعِيُّ: الْمَقْصُودُ مِنْهُ الْإِعْلَامُ بِأَنَّ الصَّلَاةَ لَا تَجُوزُ إِلَّا فِي ثِيَابٍ طَاهِرَةٍ مِنَ الْأَنْجَاسِ ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: ما كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَصُونُونَ ثِيَابَهُمْ عَنِ النَّجَاسَاتِ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنْ يَصُونَ ثِيَابَهُ عَنِ النَّجَاسَاتِ
2- تطهير النفس من الذنب والإثم والمعصية!
- قال أهل المعاني: أراد طهّر نفسك عن الذنوب، فكنى عن الجسم بالثياب، لأنها تشتمل عليه، إذ من المجاز أن يجعل لَفْظُ " الثِّيَابِ" كِنَايَةً عَنِ النَّفْسِ. قَالَ عَنْتَرَةُ:
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الْأَصَمِّ ثِيَابَهُ *** لَيْسَ الْكَرِيمُ عَلَى الْقَنَا بِمُحَرَّمٍ
- يريد بالثياب: النَفْسَ.
- أو المعنى أَنْ تَكُونَ الثِّيَابُ الَّتِي تَلْبَسُهَا مُطَهَّرَةً عَنْ أَنْ تَكُونَ مَغْصُوبَةً أَوْ مُحَرَّمَةً، بَلْ تَكُونُ مُكْتَسَبَةً مِنْ وَجْهٍ حَلَالٍ!
- وقَوْلُ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ: وَقَلْبَكَ فَطَهِّرْ عَنِ الصِّفَاتِ الْمَذْمُومَةِ، قال الْحَسَنُ:" وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ: وَخُلُقَكَ فَحَسِّنْ" و لا يغفل عن الخطاب للرسول ، والمقصود الأمة !