على طريق بناء سلوك رباني ...2


على طريق بناء سلوك رباني :

3- تابع لأسباب لخشوع : - جملة أسباب تجلب الخشوع:

- ومما يزيد الخشوع : " تذكر الموت في الصلاة .. الصلاة إلى سترة والدنو منها ..النظر إلى موضع السجود .. تحريك السبابة .. التنويع في السور والآبات والأذكار ..سجود التلاوة إذا مر بموضعه .. الأذكار الواردة بعد الصلاة .. ألا يُصلى خلف المتحدثين حتى لا يشغله حديثهم .

- التأمل في أحوال السلف الصالح :فهم الرجال الذين يُقتدى بهم . خاصة من اصطفاهم الله لصحبة نبيه - رضوان الله عليهم أجمعين - فأدبهم الله بالقرآن ، ورباهم الرسول على عينيه فكانوا كما وصفهم الحسن البصري رحمه الله : إن المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة من الله ، صدَّقوا بها [وأفضى يقينها إلى قلوبهم خشعت] لذلك قلوبهُم وأبدانُهم وأبصارُهم . ُكنتَ والله إذا رأيتَهم رأيتَ قوما كأنهم رأيُ عين ، فو الله ما كانوا بأهل جدل و[ لا ] باطل ، [ ولا اطمأنوَّا إلا إلى الله ، ولا أظهروا ما ليس في قلوبهم ] ، ولكن جاءهم من الله أمر ، فصدقوا به . فنعتهم الله [ تعالى ] في القرآن أحسن نعت فقال :{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا}

قال الحسن : والهون في كلام العرب اللين والسكينة والوقار .

- { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } قال : حلماء لا يجهلون ، وإن جُهل عليهم حَلموا ، يُصاحبون عبادَ الله نهارَهم بما تسمعون .ثم ذكر ليلهم خيرَ ليلٍ فقال : { والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما } ينتصبون لله على أقدامهم ، ويفترشون وجوههم سجدا لربهم ،تجري دموعهم على خدودهم ، خوفا من ربهم. قال الحسن : لأمرٍ ما [ أسهروا له ليلهم ، ولأمر ما خشعوا له نهارهم ] ثم قال :{ والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما } قال :" وكل شيء يصيب ابن آدم [ ثم يزول ] فليس بغرام، إنما الغرام اللازم له ما دامت السموات والأرض" قال : "صدق القومُ ، والله الذي لا إله إلا هو، فعملوا ولم يتمنوا ، فإياكم وهذه الأماني -يرحمكم الله - فإن الله لم يُعط عبداً بالأمنية خيراً في الدنيا والآخرة قطُّ ، وكان يقول - أي إذا حدث بهذا الحديث - :" يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة "

خير معين لنا في طريق العودة إلى سيرتهم ، أن نصاحب الأخيار الذين وصفهم لنا رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم فقال :" أيها الناس ألا أنبئكم بخياركم ؟. قالوا: بلى . قال : " الذين إذا رءوا ذُكر الله .و إذا تكلموا كان كلامهم لعز الإسلام ،ونجاة النفوس وصلاحها ، لا لعز النفوس وطلب الدنيا وقبول الخلق . وكانوا لعلمهم متهمين ، ولسبيل أسلافهم متبعين ، وبكتاب الله وسنة نبيهم متمسكين . الخشوع لباسهم ، والورع زينتهم ، والخشية حليتهم. كلامهم الذكر ، وصمتهم الفكر. نصيحتهم للناس مبذولة، وشرورهم عنهم مخزونة، وعيوب الناس عندهم مدفونة . ورثوا جلّاسهم الزهد في الدنيا لإعراضهم وإدبارهم عنها . ورغبوهم في الآخرة لإقبالهم وحرصهم عليها " .