لايستعجل المؤمن ما أخره الله!
الموقن بأن " كل شيء عنده بمقدار" فيسلم لله
"وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ"
- رصد النص موقف أعداء الرسل من الرسالات ، ولم يكن الحوار ، ولا معرضة ما جاؤوا به بما لدى المستهزئين من منهج حياة !بل كان موقفا نفسيا آبيا الدعوة إلى الله بلون من الاستخفاف والتعالي المتورم !
- دلت الصياغة على أن اعداء الحق مدرستهم واحدة ، وموقفهم يسري بينهم من زمن إلى آخر ، قد جمع بينهم " العداء " الغبي لدعوات الرسل !
- بين تعالى استمرار هذا السلوك في العصور الجاهلية فقال : " إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ *وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ *وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ *وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ "
اللافت الرائع العجيب الدال على الأفق الرباني للتعامل مع " الجاهلية الممتدة" أن النص قرر سنة الإملاء " فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا "
- لا يعني " الإملاء " أنهم قد سبقوا ، وأنهم يفلتون من الحساب والعقاب على ما اقترفوا من جرائم ، وسنة الله تعالى هنا يجليها قوله تعالى : " ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ " وقوله : " فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ *عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " وتقرير من لا ينطق عن الهوى : " "إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}إي والله ربنا!
- بصرنا بهذا لنطمئن إلى عدالة الله تعالى ، ولا نستعجل أمرا أخّره الله تعالى !ونعلم من سنن الله سنة " الإمهال" ولا نسمح للخواطر الحمراء التي تلح على أن تجعل الدنيا " دار عقاب وثواب " !!