وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ...
قال الله تعالى- يفضح المنافقين ، ويحذر المؤمنين الصادقين من أحابيلهم ،وقد بين في مواضع من القرآن أن لهم لغة يعرفون بها ، ولعل منها أنهم يرقصون على أنغام الباطل ، ويحلونه بأسماع السامعين- :
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ}
قد ذمهم الله تعالى وتوعدهم وشنع عليهم مسلكهم الذي تظاهروا به ، وحقيقة أنهم أظهروا كلمة الإسلام إحرازا لدمائهم وأموالهم ، لا لما قصد له في الشرع من الدخول تحت طاعة الله على اختيار، وتصديق قلبي. وبهذا المعنى كانوا في الدرك الأسفل من النار، وقال فيهم إنهم يخادعون الله والذين آمنوا ، وقد قالوا عن أنفسهم {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ} لأنهم تحيلوا بملابسة الدين وأهله إلى أغراضهم الفاسدة،متسلقون تجار دنيا ، يوظفون علمهم لخدمة الظلم والباطل .