المسلم على يقين من انتقام الله من الظالم للمظلوم ، مهما طال الأمد، كيف ! وقد جاء بهذه العاقبة قسم عظيم ، إذ روى أبو الشيخ عن ابن عباس، والطبراني عن أبي الدرداء قول الله تعالى في الحديث القدسي: " لأنتقمَنَّ من الظالم في عاجله وآجله ، ولأنتقمنّ ممن رأى مظلومًا، فقَدِر أن ينصره، فلم ينصره "
ثمة مشهد من حركة الحياة يبصر بأنه لا يغادر اللهَ ظلمُ ظالم ، ولو بلطمة " كف " دعك من القتل وتدمير الحياة ! : نصح أحد الصالحين يوما ظالما ، فلم يرق للظالم هذا النصح ، وضاق به صدره ، وتمادى في غيّه ! وأوغل في ظلمه ، وذات ليلة طارت من مطبخ الظالم شرارة، فوقعت في مخزن الحطب ، وشبت بها نار عظيمة ، التهمت كل ما يملك ، فقعد الظالم بعد الفراش الوثير على حر الرماد الذي هو خلاصة ملكه ، وبعدها مر به الناصح ، فسمعه يقول لأصحابه: لم أدر من أين جاءت هذه النار فأحرقت ما أملك " غبي ابن غبي " فأجابه الصالح قد جاءت من دخان قلوب المظلومين يا جاهل !

فإياك من ظلم العباد فإنما * إلى الله من أكبادهم تصعد الشكوى