الاختلاف في التصور يفضي إلى الاختلاف في الحكم !
له حظ طيب من الليل حيث يتوجه إلى الله تعالى استجابة لما وجه إليه الحبيب عليه الصلاة والسلام حيث نادى عند وصوله المدينة المنورة مهاجرا :" يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام " لاحظ من حوله نياما ، فقال لهم يكشف لهم عما أوصلهم إليه طول المنام :" أَهْلَكَكُمْ النَّوْمُ!!
فسَمِعَه بَعْضُ الزُّهَّادِ ، فصوب له الحكم ، لاطلاعه على حال هؤلاء : بَلْ أَهْلَكَتْكُمْ الْيَقِظَةُ ".
الأول رأى ما يفوت هؤلاء من الخير في قيام الليل ! والثاني وجد أن النوم لا تسجل فيه سيئات ، لأن القلم يرفع عن النائم حتى يستيقظ ، بخلاف اليقظة التي يوضع فيها القلم على المكلف !
فهلا كان النوم لتجديد النشاط ، وعلى نوايا صالحة ، واليقظة حركة حياة ربانية ، فيها تعمر الحياة بالحق والخير والهداية ؟!