قامته المعنوية عملاق ، وإن بدا جسده لا يملأ العين !
رده الرسول عليه الصلاة والسلام فجاء بشفيع لا يرد ، دموع هي سحب تكثفت ، فجرت بها المآقي ، حملت رسالة بأفصح عبارة : أرجو يا حبيب الله لا تحرمني الشهادة التي أتوق إليها في وجهي هذا !!
ولا عجب إذ إن الله تعالى لا يعذب عينا بكت من خشية الله ! وهل التي تبكي شوقا إلى " لقياه " يعذبها ؟؟
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسكره قبل أن يخرج إلى بدر يريد عير قريش، وأخذ يعرض أصحابه هناك ، وردّ من استصغر ممن معه من المهاجرين والأنصار ، فرد عددا منهم عبد الله بن عمر، والبراء بن عازب ، وزيد بن ثابت ، وكان عمير بن أبي وقاص يستتر وقتئذ لئلا يراه النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال له سعد: ما لك يا أخي ؟ قال: إني أخاف أن يراني النبي- صلى الله عليه وسلم- فيستصغرني ، فيردني ، لعل الله أن يرزقني الشهادة !
قال سعد : وكنت أعقد له حمائل سيفه من صغره ، فرآه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فرده ، فبكى بكاء شديدا ، فأجازه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقتل ببدر شهيدا وهو ابن ست عشرة سنة ، قتله عمرو بن عبد ود!