الرسالة التي تسدد الإنسان في الحياة بالقول والسلوك والحال
من أنوار النبوة التي هي: كل ما أضيف له - عليه الصلاة والسلام - من قول أو فعل أو تقرير!
وقد بلغ- عليه الصلاة والسلام- الرسالة التي تسدد الإنسان في الحياة بالقول والسلوك والحال ،فكان خير مستجيب لما أنزل الله ، وأولهم ، وسيرته كلها يتأسى بها إلا ما كان مختصا به !
فما أروعه في كل أقواله وأفعاله وأحواله !
وهاكم مشهدا من سيرته : حَدَّثَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ قَدْ أَعْيَا- تعب - فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ - يتركه لعجزه عن متابعة السير - قَالَ: فَلَحِقَنِي النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَا لِي، وَضَرَبَهُ، فَسَارَ سَيْرًا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ، قَالَ: بِعْنِيهِ بِوُقِيَّة، قُلْتُ: لَا، ثُمَّ قَالَ:بِعْنِيه، فَبِعْتُهُ بِوُقِيَّةٍ، وَاسْتَثْنَيْتُ عَلَيْهِ حُمْلَانَهُ ( الحمل عليه) إِلَى أَهْلِي، فَلَمَّا بَلَغْتُ أَتَيْتُهُ بِالْجَمَلِ، فَنَقَدَنِي ثَمَنَهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ، فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِي، فَقَالَ:أَتُرَانِي مَاكَسْتُكَ لِآخُذَ جَمَلَكَ ، خُذْ جَمَلَكَ، وَدَرَاهِمَكَ فَهُوَ لَك"
المماكسة: أصلها النقص ، وهي : المكالمة في النقص من الثمن ، ومنه مكس الظالم : وهو ما ينتقصه من أموال الناس ويأخذه .