مظهر حريري خادع ، وباطن قد امتلأ ذئبية ، وعقربية مؤذية ، فهو كما قال الشاعر
إن الأفاعي وإن لا نت ملامسها *عند التقلب في أنيابها العطب
قد جمعوا بين الحلاوة الظاهرة ، والمرارة الباطنة !
وألفوا بين إعلان عن الزهد ترويجا للمنزلة في النفوس ، وبين حوتية تبتلع الدنيا بلا شبع !
قال ابن وهب بن منبه : أجد في كتاب الله المنزل أناسا يدينون بغير العبادة ، يحتلبون الدنيا بعمل الآخرة ، يلبسون للناس مسوك الضأن ، قلوبهم كقلوب الذئاب ، وألسنتهم أحلى من العسل ، وأنفسهم أمرّ من الصبر! يقول الله تعالى :
فبي يغترون ! وإياي يجترئون ! أقسمت لأبعثن عليهم فتنة أترك الحليم فيها حيران !