خبرة عميقة بأحوال الدار الفانية التي نحن راحلون عنها يقينا ، وجهل ذريع بالدار التي نحن راحلون إليها !
من الحقائق أن ما للدنيا من متاع يطوى معها حين تطوى ، أو يطوى عنها من كان يتمتع بها حال انتهاء أجله !
واستحضار هذه الحقيقة يحمل على حسن التعامل مع متاع الدنيا !
ما كان من أمر الدين ، بكل فروعه ، من تصور وسلوك ، يصحب الإنسان من دار التكليف إلى دار الحساب ، والتشريف !
وعيُ هذه الحقيقة مع اليقين بها من وراء العمل الدائب على الإكثار من الزاد الباقي ، الذي لا يمسه نقص ، بل هو في زيادة !
قال الحسن مع تألق هذا المعنى في صدره ، حيث رصد نشاطا في الفاني ، وخمولا حتى كتم الأنفاس في الباقي : يعلمون متى زرعهم ، ومتى حصادهم؛ ولقد بلغ- والله- من عِلم أحدهم بالدنيا أنه ينقرُ الدرهمَ بظفره ، فيخبرك بوزنه ، ولا يحسن يصلي!!! من(زاد المسير6/289)