مقام المراقبة يبدأ من المعرفة القلبية


مقام المراقبة يبدأ من المعرفة القلبية ، ويترشح على الجوارح مراقبة المقربين من الصديقين التي هي مراقبة التعظيم والإجلال ، حيث إن القلب يصير مستغرقا بملاحظة جلال الله ، ومنكسرا بسطوة الهيبة ، فلا يبقى فيه متسع للالتفات إلى المخلوق ، وهذه المراقبة محلها القلب ، وهي الدرجة الأولى من درجات المراقبة !

وقد صار همّ القلب هما واحدا، فكفاه الله سائر الهموم

 وهذه المراقبة تستتبع أن الجوارح لا تجد دافعية لتتلفت إلى التوسع في المباحات فضلا عن المحظورات ، وتروض على الطاعات بإشراف القلب ، حيث تحقق لذتها فيها كما يحقق أهل الدنيا لذتهم بدنياهم !

 وتسدد الجوارح على الاستقامة ،كما تسدد الرعية من ملك عادل حريص على الرعية ، فالجوارح هي الرعية ، والقلب هو الراعي الأمين !