التنافس في الدنيا ضياع وشقاء
التنافس في الدنيا ضياع وشقاء ، وفي الآخرة سعادة وارتقاء ! ومن علامة الشقاء أن يكون التنافس في الفاني ، والإعراض عن التنافس في الباقي الذي نصحنا به ، وقدمت ثمرة التنافس- هناك - على شجرته ، بقوله - تعالى - : "إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ "
وقد كان المربون يعتنون بترسيخ هذه الحقيقة في نفوس من يربونهم !
ففي أحد الأيام التي رأى أحد المربين أن يوجه إلى هذا المعنى ، وقد رآه بما يناسب الوضع العام حينئذ ، إذ تختلف الوسيلة باختلاف " ظرفها "
أخذَ مسروقٌ بيدِ ابن أخٍ لهُ ، فارتقَى بهِ على كُنَاسةٍ بالكوفةِ ، قال: ألا أُريكَ الدنيا ؟! هذهِ الدنيا! أكلُوها فأفنَوها ، لبسُوها فأبْلَوها، ركبُوها فأنْضَوها، سفكُوا فيها دماءَهم، واستحلُّوا فيها محارمَهم، وقطعوا فيها أرحامَهم !