ما أسمى هذه النفسَ فيما وطدت عليه أمرها في السراء والضراء على حدّ سواء !!
أنشدَ يحيى بن معين عبدَ الله بن معاوية ، فقال مترنما بسلوكه الكريم ، في كل من " العسر ، واليسر ":
إذا افتقرَت نفسي قصَرتُ افتقارَها *عليها فلم يظهر لها أبدا فقري
وإن تلقني في الدهر مندوحة الغنى * يكن لأخلائي التوسعُ في اليسر
فلا العسرُ يُزري بي إذا هو نالني ولا اليسرُ يوما إن ظفرتُ به فخري
قلت: إنما يسلك هذا السلوك من أقام تصوره العام على علمه:
1- أن الدنيا بما فيها من منع أوعطاء ، مهما طالت ، فإلى انقضاء ، كيف لا ؟ وقد صدر القرار بكلمات الله الثابتة : " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب " ؟!
2- وعلم أن المنع والعطاء ، كلاهما في دائرة الابتلاء ، قال- تعالى- : " ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " وقد أعطاك لتشكر ، فتفلح ، ومنعك ، لتصبر ، فتفلح ، فأنت عبده الذي يتقرب إليه بالصبر والشكرمعا !