بعض الشباب- لجهله بمعنى الزهد- يرتجف فكره إذا ما دعي إليه !
الفسيلة تكفي لتصويب التصور!
لولا أن " النبوة " قد حملت رسالة لتبني " الدنيا " وفق منهج الله- تعالى- لما كان هذا التوجيه النبوي التالي !
قال أَنَسٍ - رَضِيَ الله عَنْهُ - : قَالَ رَسُولُ الله- صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم- :" أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ان قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فان استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها " !
أبقي بعد هذا من يوسوس أن الدين جاء ليبني " الآخرة " ولا علاقة له بالدنيا ؟
ويزيد الطين بلة أنه لا يفهم من بناء الآخرة حين يدعى إليها إلا ما يتصل بالعبادات الخاصة ، ويعرض عن أن الحديث : " الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من شعب الإيمان "
ويجهل أن " تبسمك في وجه أخيك صدقة "
ولم يسمع بأن الطعام والشراب مما يتقرب به بالنية إلى الله ، وأن التجار الأمناء الصادقين مع الأنبياء "
ومثل هذا يحتاج إلى أن يسمع قول الله- تعالى- الذي ربط بين " الدارين " ربطا مذهلا ! يبين فيه أن الدارالآخرة التي نحن راحلون إليها ليست سوى ثمرة لما نكون عليه في هذه الدار التي نحن راحلون عنها !
قال- تعالى - : " تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِين َلَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "
ثمة بقية !!!