ضيوف الموقع
تاريخ الإضافة : 2012-07-23 03:33:17

الإمام ابو حامد الغزالي

هو حجة الإسلام غني عن التعريف ، حيث تألق في سماء العلم والمعرفة نجماً كشف الله به حنادس ظلام الفلسفة الوثنية ، ووقف عملاقاً في وجه الهجمة الضارية التي ابتغي بها تلويث الثقافة الإسلامية ، وتكدير الفكر الذي استنبت في ظلال القرآن والسنة .
إنه صاحب قلم هدر بالحجة الناصعة ، وجرى بالحكمة الباهرة ، وانطلق في شتى مجالات المعرفة الإنسانية ، فكان كأنما يغرف من بحر! .
ومع هذا أحببت أن أنقل- ههنا- فقرة مما دبجّه يراع المفكر الإسلامي العلامة أبي الحسن الندوي- رحمه الله تعالى- في أبي حامد ضيفنا الأثير لدى الموقع ، عسى الله أن ينفع به ، لأنها أعطت صورة متكاملة لهذه الشخصية الفذة ، ولا أقل - وفاء بحق المؤلف - من أن نذكر كلمات أبي الحسن الرشيقة الدقيقة التي جلّت ملامح هذا الضيف الكريم الذي له العديد من المؤلفات التي أثرت المكتبة الإسلامية عبر القرون الخالية ، عسى أن تكون قرى الضيافة التي دعانا إليها شرعنا المبارك الذي نقدمه إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، بحسب سعة الاطلاع عليه من المطلعين على هذا الموقع ، وعلى ظمأ منهم إلى ماء رواء ، يسقي القلوب ، ويمد الأرواح الصادية إلى مقامات المعرفة ، والسير في دروب التربية والتزكية التي سار عليها أول هذه الأمة فصلحوا ، ولا يصلح آخرها إلا بما صلح به أولها ، أجل نقدم هذا التعريف منهلاً يغذي العقول ، ويوري القرائح بمعان تصوغ السلوك الرباني .
إن أبا الحسن -رحمه الله تعالى - قال في معرض الحديث عن الإمام الغزالي رحمه الله ...هو من نوابغ الإسلام وعقوله الكبيرة ، من كبار قادة الفكر الإسلامي ، ورجال الإصلاح والتجديد الذين لهم فضل كبير في " بعث الروح الدينية ، وإيقاظ الفكر الإسلامي ، والدعوة إلى حقائق الإسلام وأخلاقه ، وفي مقاومة الغزوات العقلية ... وإن علو همته في جميع العلوم ، والنبوغ فيها ، ثم علو همته في طلب الحقيقة واليقين ، ثم علو همته في طلب الآخرة ، وتحقيق غاية هذا الوجود ، لايزال موضع استغراب وتقدير وإكبار من الجميع ، وإن ماخلفه من آثار وتراث علمي ، ثروة علمية إسلامية لايستهان بقيمتها ، ولاينكر فضلها في عصر من العصور ، سلام الله على هذه الروح الزكيه ، والهمّة العالية ، والعقل الإسلامي الكبير " .
إن الإمام الغزالي حجة الإسلام قد خلف وراء ه مكتبة عامرة ، بناها بقلمه عبر سنين عمره القصيرة ، حيث ولد سنة ( 450 ) هـ وتوفي سنة ( 505 ) هـ ، وقد ألف قرابة مئتين وثمانية وعشرين كتاباً ، طبع منها عدد كبير ، ولا يزال منها مخطوطات ، ومن أهم مؤلفاته " إحياء علوم الدين " وكتاب " الأربعين في أصول الدين " ، وهو القسم الثالث من كتاب " جواهر القرآن ودرره " ومن يطلع على كتابيه " مقاصد الفلاسفة " و " تهافت الفلاسفة " يدر مدى اطلاع حجة الإسلام الواسع على الفلسفة ، ومعرفته الدقيقة بها ، ويقف على روعة ما أعمله فأس الحق بيده المسدده في صنمية الفلسفات الهدامة عبر التاريخ ، فرحم الله أبا حامد ضيفنا الأثير ، ورحم صاحب الفقرة التي قدمناها قرى لضيفنا في رحاب موقعنا ....