إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-02-20 09:23:58

ما صاحب ولادة خير خلق الله من آيات جاءت بها الأحاديث ، وما ثبت منها كان من ( الإرهاص) الذي يمهد للنبوة !

  - ثمة مجموعة من الأخبار التي تدخل تحت عنوان "الإرهاص " لعل الله الكريم يعين على بيانها ، وهي مما يدخل في كمال تصور المسلم لشخصية الرسول ، ومدى احتفاء الكون بمولده !

- وإن يكفي المسلمَ أن يتعرف إلى عظمة الرسول من ثنايا ما جاء به من منهج عظيم !

 - عن محمد بن عمر الأسلمي بأسانيد له متعددة عن آمنة أنها قالت: لما وضعته خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب، ثم وقع جاثيا على ركبتيه معتمدا على الأرض بيديه، ثم أخذ قبضة من تراب ، قبضها ورفع رأسه إلى السماء، وأضاءت له قصور الشام وأسواقها، حتى رأيت أعناق الإبل ببصرى " رواه ابن سعد . وقد قال العلماء في ذلك :

- في خروج هذا النور معه- صلى الله عليه وسلم- حين وضعته إشارة إلى ما يجئ به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض ، وأزال به اللهُ ظلمة الشرك منها ، قال الله- تعالى-:

 " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم".   

- وقالوا :إنما أضاءت" قصورُ بصرى" بالنور الذي خرج منه إشارة إلى ما خص الشام من نبوته- صلى الله عليه وسلم- فإنها دار مجده ، وملكه كما ذكر كعب أنه جاء في الكتب السابقة: محمد رسول الله مولدُه بمكة ، ومهاجرُه بيثربَ ، وملكه بالشام" !

- و لا يخدعنك عن هذا المعنى ما يقع في الشام من تغلغل المنافقون في مسارب الحياة فيها ، فهي فترة عارضة سرعان ما تزول ، وزوالهم مرهون بيقظة المسلمين ، وقد بقيت مكة زمنا والأصنام ملأت بيوتها ، وازدحمت في الحرم عشرات منها ، ثم حطمت ، والحمد لله !

وقد ذكر الحافظ المنذري في كتاب " الترغيب والترهيب " بعض أحاديث في فضل الشام.

- وقال بعضهم: أضاءت قصور بصرى إشارة إلى أنه- صلى الله عليه وسلم- ينور البصائر ويحيي الله به القلوب الميتة..

قال الإمام أبو شامة رحمه الله- تعالى-: وقد كان هذا النور الذي ظهر وقت ولادته- صلى الله عليه وسلم- قد اشتهر في قريش ، وكثر ذكره فيهم، وإلى ذلك أشار عمه العباس- رضي الله عنه- في أبيات حيث قال في حقه- صلى الله عليه وسلم- وزاده شرفا وفضلا:

 وأنتَ لمّا ولدتَ أشْرَقت الأر * * ضُ وضاءتْ بنورك الأفقُ

 فنحن في ذلك الضياء وفي النو * * ر وسبل الرشاد نخترق!

 ويرحم الله- تعالى- القائل:

لما استهلّ المصطفى طالعا * * أضاء الفضا من نوره الساطع