إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-02-20 09:52:56

الأذن الطويلة المتدلية الفيلسوفة !

-... وتدلت بيننا " أذن طويلة " ففوجئنا بها لأول وهلة ، حتى سمعنا صوتها الأجش يخاطبنا :" لن تراعُوا " فلستُ سوى مُسْترق للسّمع كدأب أزواجي الذين مَهمّتهم " استراقُ السّمْع " !

- وقالتْ لنا تلك المتدلية على كتفَيْ صاحبها : أما قرأتم قول الله- تعالى- : "وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ "!

- الشياطين تسترق من السماء ، ونحن نسْترقه من أفواه الناس !

- ثم نحنُ في مأمن من الشهاب الثاقب !

- كانت الأذنُ فيلسوفة بغباء ، فاضّطرتنا هذه الجرأة إلى أن نقول أنت غافلة ، أو جاهلة بما جاءت به الشريعة !

- فقالت: وَبمَ جاءتْ ؟

- قلتُ: أما سمعت ما قاله الله- تعالى-  وما قرره الرسول- صلى الله عليه وسلم- ناصحا بذلك كلّ الآذان الطويلة ، والأعين الخائنة من هذه الأمة ؟!

- قال- تعالى- : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إنّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا" !

- وما تعملُ به أذنك الطويلة هو التجسّس !

- وقال الحبيبُ- عليه الصلاة والسلام- يُحَذر مِنْ تتبع عورات الناس : " قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : «صَعِد رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر ، فنادى بصوت رفيع ، فقال :" يا معشرَ مَنْ أسلم بلسانه ، ولم يُفضِ الإِيمانُ إِلى قلبه ، لا تُؤذُوا المسلمين ، ولا تُعَيِّرُوهم ، ولا تَتَّبِعُوا عوراتِهم، فَإِنهُ مَنْ تَتبَّع عورة أخيه المسلم ، تَتبَّع الله عورتَه ، ومَن تتبَّع اللهُ عورَتَهُ يَفضَحْهُ ولو في جوف رَحْلِهِ"

- وما تفعله- صاحبَ الأذن- هو تتبع العورات ، وإن لم يتبعْك شهابٌ حارقٌ وخارقٌ ، فإنّ ما توعّد به النصُ مِنْ تتبع الله عورتك أشد نكاية من الشهاب الثاقب ! !

- قال نافع : ونظر ابنُ عمرَ يوما إِلى الكعبة ، فقال : ما أعْظَمكِ وأَعظمَ حُرمتكِ، والمؤمن أعظمُ حرمة عند الله منكِ».

 أخرجه الترمذي.