إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-02-20 10:31:14

الإنسان عدو لما جهل !

من خيانة السنة - التي هي المصدر الثاني بعد القرآن في التشريع - أن يُعرَض عنها ، ويُهوّن من أمرها!

- ومن الافتراء على التشريع أن يُدّعى أن السنة لا يؤخذ منها ، لأن منها أحاديث " موضوعة" ويتجاهل المفتري جهودَ العلماء في تحريرها ، والوقوف على الصحيح من السقيم ، والمتواتر من الضعيف !

- وأذكر أن أحدَ موجهي اللغة العربية كان حين يَحضر الحصة كان يتحاشى أنْ يسألَ الطلابَ أيّ سؤال في النحو ! وربما لوّح ، أوصرّح بأننا لا نحتاج في حياتنا اللغوية إلى النحو بالمرة ! لأن المطلوب هو الأداء السليم نطقا ، وكتابة ! ويغفل هذا الموجه الموقر عن أن السلامة في الأداء السليم لكل من اللسان وللقلم يرجع إلى ضوابط قواعد النحو، فإذا ما هضمت ، ودخلت إلى الوعي ، لتشكل لبنة فيه ن انطلق كلٌ من اللسان والقلم بصورة رائعة!

- ثم تبين أن لديه عقدة من النحو ، وما كان ينجح في امتحان النحو إلا " شحطا" فأورثه ذلك رعبا من النحو ، كان يبعده عنه مسافة القمر عن الأرض ، ويحتاج إلى مقذوف ذري يبلغه منازله !

- ترى هل الذين يهاجمون السنة ، أو يعرضون عنها لديهم عقدة استيعاب " علوم الحديث " المحكمة"!

- ربما ، إن لم يكونوا من " الهدامين لها " لمجرد الهدم !

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدي كَرِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قَالَ: "إنِّي أوتِيتُ الْكِتَابَ وَمَا يَعْدِلُهُ، يُوشِكُ شبعان عَلَى أرِيكَتِهِ أنْ يَقُولَ: بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ هذَا الْكِتَابُ فَمَا كَانَ [فِيهِ] مِنْ حَلاَلٍ أَحْلَلْنَاهُ، وَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ. أَلا وَإِنَّهُ لَيْسَ كَذلِكَ" (3). (3) إسناده صحيح، مروان بن رؤبة ترجمه البخاري في التاريخ 7/ 371 ولم يورد فيه ، جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 276، ووثقه ابن حبان، وقال الذهبي في كاشفه: "ثقة".

- فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا حَاجَةَ بِالْحَدِيثِ إِلَى أَنْ يُعْرَضَ عَلَى الْكِتَابِ، وَأَنَّهُ مَهْمَا ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حُجَّةً بِنَفْسِهِ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ».

وَأَرَادَ بِهِ أَنَّهُ أُوتِيَ مِنَ الْوَحْيِ غَيْرِ الْمَتْلُوِّ، وَالسُّنَنِ الَّتِي لَمْ يَنْطِقِ الْقُرْآنُ بِنَصِّهَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ مِنَ الْمَتْلُوِّ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الْبَقَرَة: 129] فَالْكِتَابُ: هُوَ الْقُرْآنُ، وَالْحِكْمَةُ: قِيلَ: هِيَ السُّنَّةُ.

أَوْ: أُوتِيَ مِثْلَهُ مِنْ بَيَانِهِ، فَإِنَّ بَيَانَ الْكِتَابِ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النَّحْل: 44].

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّهُ سَيَأْتِي أُنَاسٌ يَأْخُذُونَكُمْ بِشُبُهَاتِ الْقُرْآنِ، فَخُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ، فَإِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ.