إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-03-13 11:02:42

تسديد الموقف إزاء تصاريف الأقدار

تسديد الموقف إزاء تصاريف الأقدار، وهداية الله قلبَ من آمن بالقضاء والقدر، وتوجيهه إلى الفهم الصحيح لهذا الركن الركين من اركان الإيمان !

- قوله- تعالى- {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التغابن:11] يدل على هداية الله- تعالى- قلب المؤمن بقدره - تعالى- حيث كان موقفه من القدر موقف التسليم والرضا ، فإنه - تعالى- يهدي قلبه ويربط عليه ، ويثبته، فلا يتصرف- عند المصيبة- تصرفاً بالقول ، أو الفعل ، يعود عليه بالضرر في دينه أو دنياه ، ومن التسديد ما أثنى الله به على من له قسط من الهداية عند النوازل ما بينه- تعالى- بقوله : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، وأولئك هم المهتدون ".

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله- تعالى- : " وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ" أي: ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه ، وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ، ويقيناً صادقاً، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه ، أو خيراً منه".

فالمراد بقوله: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ}: أي: يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

وقوله: {يَهْدِ قَلْبَهُ}: أي يزيده إيماناً وتصديقاً وصلاحاً وثباتاً، وتكون الهداية متناسبة مع شدة المصاب، وحاجة العبد ، وهو في حالة المصاب أشد حاجة إلى أن يربط على قلبه ، وتسدد انفعالاته .