إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-03-20 10:58:28

نفحة من عبير المفسرين !

-  يقول الحق- سبحانه-: { وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} !

- ثمة مبدأ إيماني يجده كل مسلم ، في كل تكليف من التكاليف ؛ إذ إن التكاليف إن جاءت مِنْ بَشر لبشر، فإنها لا يُستجاب لها إلا أن أقتنع المُكَلف بحكمة التكليف ؛ لأن التكليف- في هذه الحالة - يأتي من مساوٍ ، في البشرية ، وعدم العصمة ، فلا بد أن يقتنع المكلف بحكمة التكليف!

- وحيث لا توجد عقلية أكبر من عقلية،  ويقال لمن كلف من البشر: لماذا يكون غيرك تبعا لك ، ولا تكون أنت تبعا له ؟ وعليك إذا أردت أن تكلف غيرك بأمر ما أن تكشف له عن حكمة ما امرت به!

- أما إذا كان التكليف من الأعلى ، وهو الحق- سبحانه- وهو الله الذي آمنا بحكمته البالغة وعلمه المحيط ، وتنزهه عن الأغراض  ، فالمؤمن في هذه الحالة يأخذ الأمر، وهو مؤمن بحكمة الآمر ، وإحاطة علمه ؛ لأن الاستجابة للأمر أنه آتٍ من الله العليم الحكيم ، على أن المكلف حين ينفذ التكليف ، سيعلمه الله الحكمة ؛ فأسرار الحكم عند الله تأتي بعد أن ينفذ المؤمن ما كلف به ، ولا يمنع أن تفهم الحكمة قبل ذلك ، فالحكمة ثابتة في التشريع ، وكأنما تغطى في أحوال لتكون الاستجابة للأمر من حيث إنه من " الآمر سبحانه " !

- ويجلي هذه الحقيقة بأروع ما تكون التجلية ما كان من قول إسماعيل لمّا أخبره أبوه بأنه أمر بذبحه ، فأجاب: " قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "