إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-03-20 10:59:02

إضاءة من نجم آية من آيات الذكر الحكيم ، قال فيها ربنا- جلّ جلاله -

{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

- قد حدد النص الهدف ، وبين أوضح بيان السبيلَ إلى بلوغه!

- هو أسمى هدف تطمح إليه النفوس الصافية ، يستنهض الهمم ، ويرقي بالسلوك ، ويحفز على التحلي بالأخلاق الفاضلة، والتخلي عن الرذائل، فيحصد بتخليه وتحليه سبباً الدرجات العليا في الدنيا والآخرة!

- أما السبيل فهاكهُ مجموعة من الأخلاق :

 خلق " الإنفاق" مثلاً: إضافة إلى تحرير النفس من الشح والبخل، ونشره للألفة بين الناس؛ إذ النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها، وكره من أساء إليها، فإنه يجلب رضا الله- تعالى- وعظيم أجره للشخص المنفق!

- وخلق " العفو" عن الناس، إضافة إلى نزعه للإحن والأحقاد من النفوس، وزرعه للمحبة والمودة فيها، فإنه يبلغ رضوان الله- تعالى- وجزيل ثوابه لمن عفا وتجاوز عمّن أساء إليه.

وقد رغبت الشريعة بهذا الخلق ، فقررت أن من أسماء الله- تعالى -

 العفو الغفور، وذلك مع قدرته- تعالى- على خلقه ، وقد نبه خلقه إلى ذلك {إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا} (النساء 149). أي: فاعفوا أنتم أيضا عن الناس، كما أن الله يعفو عنكم ، ويغفر لكم.

وقد حث الله تعالى عباده على العفو والصفح وقبول الأعذار فمن ذلك قوله : {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} (النور22)!

- هذا ، وقد خاطب الله نبيه بذلك وحثه على قبول العفو، فقال {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} (الأعراف 199)!

- كذلك مدح عباده المؤمنين ، فقال : {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس} (آل عمران 134)!

- وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - المثل الأعلى للأمة في العفو والصفح ، وهو القائل : " وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا "