إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-04-10 08:34:58

الفرج بعد الكرب !

- قالوا : أشدّ ما يكون الليل "حُلكة " في آخره قبيلَ طلوع الفجر، وكأنما ينفث الليل بقايا ظلامه يُودع بها وجهَ الأرض ، ويمهد ليوم تشرق شمسه ، فيرى الناس فيه النوربعد الظلام !

- ومن نبضات الوحي ما جاء في قوله - تعالى - : "حَتى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ، وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ، جَاءهُمْ نَصْرُنَا ، فَنُجِّيَ مَن نشَاء، وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ " والعجيب-هنا- أن الآية من سورة يوسف-عليه السلام- الذي مرّ به من الشدائد ما مرّ، ثم آل أمره إلى أنيط به أمرُ مصر!

- وما أعمق نظره-عليه الصلاة والسلام- وهو يبني الأمة بما أسند إليه من البناء ، وهذا المشهد يؤكد هذا التوجه السديد!

- فلما فرغ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من حفر الخندق أقبلت قريش في نحو عشرة آلاف بمن معهم من القبائل ، حتى نزلوا إلى جانب أحد ، وخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والمسلمون حتى نزلوا بظهر سلع في ثلاثة آلاف، وضربوا عسكرهم، والخندقُ بينهم وبين المشركين، وخرج عدو الله حيّي بن أخطب النضري حتى أتى كعب بن أسد القرظي، وكان صاحب عقد بني قريظة ورئيسهم، وكان قد وادع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعاهده؛ فلما سمع كعبُ بنُ أسد حييَ بن أخطب أغلق دونه باب حصنه وأبى أن يفتح له ؛ وما زال "حيي" يراوده ، يغريه ويُمنيه ، ويُطمعه حتى فتح له ، فدخل بعد أن أثاره بقوله : إنما تخاف أن آكل معك جشيشتك ؛ فغضب كعب وفتح له فدخل ، وقال له: يا كعب! إنما جئتك بعّز الدهر، جئتك بقريش وسادتها، وغطفان وقادتها؛ قد تعاقدوا على أن يستأصلوا محمدا ومن معه

فقال له كعب: جئتني والله بذل الدهر وبجهام لا غيث فيه !

 - فلم يزل حيّي بكعب يَعده ويغريه حتى نقض العهد ، وعاقده على خذلان محمد- صلى الله عليه وسلم وأصحابه- وأن يكون معهم، فقال له حيّي يُطمئنه: إن انصرفتْ قريشٌ دخلتُ عندك بمَنْ معيَ من اليهود!