إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-04-10 09:27:46

همسة من عمق السماء ترمي إلى النظافة

همسة من عمق السماء ترمي إلى النظافة ، تمثلها لوحة ربانية لخليفة راشد تضيء لنا تصورَ النموذج الأمثل!

- هوعمر بن عبد العزيز الخليفة النموذج الحجة

قالت فاطمة بنت عبد الملك زوجة عمر تخبر عن أحوال زوجها:

إن عمر- رحمه الله - أمسى مساءً ، وقد فرغ من حوائج يومه، فدعا بسراجه الذي كان من ماله، فصلى ركعتين، ثم أقعى واضعًا رأسه على يديه ، تسيل دموعه على خدّيه، يشهق الشهقة يكاد ينصدع لها قلبه، وتخرج لها نفسُه، حتى برق الصبحُ، فأصبح صائمًا، فدنوتُ منه فقلتُ له: يا أمير المؤمنين! أليس كان منك ما كان؟ قال: أجل! عليكِ بشأنكِ، وخلّيني وشأني! فقلت: أرجو أن أتّعظ ، قال: إذنْ أخبركِ:

إنّي نظرتُ فوجدتني قد وليتُ أمرَ هذه الأمة، أسودِها وأحمرِها، ثم ذكرتُ الفقير الجائع، والغريب الضائع، والأسير المقهور، وذا المال القليل والعيال الكثير، وأشباه ذلك، في أقاصي البلاد وأطراف الأرض، فعلمتُ أنّ الله سائلي عنهم، وأنّ رسول الله حجيجي فيهم فخفتُ أن لا يقبل اللهُ مني معذرةً فيهم ، ولا تقومَ لي مع رسول الله  حجّة، فرحمتُ- والله يا فاطمة- نفسي رحمةً دمعتْ لها عيني ، ووجع لها قلبي، فأنا كلّما ازددتُ لها ذكرًا ازددتُ منها خوفًا، فاتّعظي إن شئتِ أو ذري! – فهلا سار أناس على الطريق إلى الله ، مسترشدين بهؤلاء العمالقة في إدارة البلاد من منطلق المسؤولية أمام الله ، ولا يُطلب منهم أن تطابق النعل النعل ، بل إن المرجو مجرد المقاربة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، وهذه الهمسة في أذن ليس فيها " وقر " أو لم يمسّها صمم !