إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-08-30 05:25:54

1 - مدخل إلى القراءة الخاطفة

غلب الطغاة على مكة البلد الحرام ردحا من الزمان ، نصبوا فيها مئات الأصنام !يعبدون لها دون الله الناس ، لكنهم وللإنصاف لم ينصبوا صنما على مداخل مكة ، والظن أنهم مع عراقتهم في الجاهلية كان فيهم ذرة من حياء حرم منها النهج الجاهلي المعاصر !وقد تحكم طواغيت قريش بمفاصل الحياة كلها سياسة وتصورات واقتصادا ، وساندهم في ذلك على مدى عقود سدنة الأصنام ، ودار الندوة التي كانت " برلمانهم " يصفق لهم مع العطاس ، وإن كان يقذف بالبلاوي ! وأطل الوحي بوجهه المشرق من حراء ! وتنزلت شآبيبه على قلب المصطفى- عليه الصلاة والسلام- لتتحول من بعدُ إلى غيث مريع يروي العطاش إلى الحق والنور والخير والعدالة والكرامة التي داستها أقدام الحجارة المنحوتة بأسنة الفؤوس !وانبرى الطواغيت خوفا على الزعامة التافهة يعملون كل وسيلة قذرة لإطفاء " نور الله " ومن يقدر على ذلك ؟! وهاكم نموذجا جاهليا سترى نفسك أمامه مع كراهيتك له تحمد الجاهلية الأولى أمام سقوط الجاهلية العصرية في مستنقع البشاعة التي تعتبر معها المستنقعات الآسنة الأخرى من أنواع الطهارة على نجاستها ! !علما أن من ملامح الطاغوتية البارزة لدى سلف الطاغوتية المعاصرة : الكفر الصارخ والتصور البائس ، وحتى ما ظهر منها من شراسة فيه مسحة من شرف ! :يروي خباب بن الارت، فيقول: كنت رجلا قينا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه ، فقال: لا والله ! لا أقضيك حتى تكفربمحمد. فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث. قال: فإني إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثمّ مال وولد فأعطيك ! فأنزل الله تعالى "أفرأيت الذى كفر بآياتنا وقال لاوتين مالا وولدا " لم يذكر النص اسم الطاغوت الذي كفر- هنا- لئلا يشخصن الحالة ، وليمكن دخول كل من هذا مشربه في الأزمنة اللاحقة . !كذلك كان الطاغوت أبو جهل شرسا في معاداة الإسلام ،وكان يوظف سلطته ولسانه الإعلامي وهيمنته على دار الندوة التي تضم زعماء مكة للنيل ممن أسلم !ومن منهجه في الصد أنه كان إذا سمع برجل قد أسلم له شرف ومنعة " أنبه وأخزاه "وقال: تركت دين أبيك وهو خير منك، لنسفهن حلمك،ولنفيّلن رأيك، ولنضعن شرفك.(وتفييل الرأي :تخطئته وتسخيفه ) وإن كان تاجرا قال: والله لنكسدن تجارتك، ولنهلكن مالك. وإن كان ضعيفا" ضربه وأغرى به ليضرب ".وسجل هذا عليه ليكون له خزي في الدنيا ، ونارا تلظى في الآخرة ،ولو أمكننا لقلناله ولتلامذته- اليوم-  ممن ارتضعوا منهجه ، بما يملأ سمعهم حتى الصرع :أبا جهل ! إن الإسلام هو الذي انتصر يا أبا جهل !وليستقي أحفاد أبي جهل من أبيهم الروحي ما به يجرحون كل من رغب في حياة نظيفة عزيزة .هذا ،                                       وقد آن لنا أن نعرض المشهد الذي وددت أن أقرأه ، وثمة خطوط أبدأ بها مستعجلا الثمرات منه :                                                                                                    يطرح المشهد سنة من سننه- عليه الصلاة والسلام- التي على الأمة أن تأخذ بها في رد العدوان ، والانتصار للمظلوم ، والدفع عن المعتدى عليه                                                2 - لما بلغه- عليه الصلاة والسلام- خبر الاعتداء على المسلمين لم يسلك مسلك الشجب والإنكار والتوعد ، ولا مسلك التصبير لمن اعتُدي عليهم ، ومواساتهم ، بل استنفر الصحابة بادئا بنفسه الشريفة ، وأخذ بإعداد العدة ليؤدب المعتدين !                                                    3 - بقراءة المشهد تجد أن من أساء إساءة خاصة ، لا تتعدى إلى دماء الأمة وأعراضها ، فغالبا يقابل بالصفح والتجاوز عن إساءته!                                                                   4 - يقال لمن يحتج بطاغوتية علمية : أأنت أعلم أم الرسول ؟ فيقول : في ماذا ؟ نقول : في ماتزعمه " أن الأرض المباركة " لا يكون فيها أشرار ؟ وتعتبر أنها تبارك من يسكنها ولو كان من أكابر مجرمي الأرض ! ألا ترى أن مكة أرض مباركة ، وأن المتسلطين فيها في بداية الدعوة كانوا من الوثنيين ، وأنه- عليه الصلاة والسلام- توجه إليهم لما أغاروا على المسلمين الذين دخلوا في حلف النبيّ ! وأن الله-تعالى- بين أن أهلها كانوا " ظالمين " قال " أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها " فلم التلبيس على الناس بإيراد أحاديث عن أرض باركها الله ، وأن ما باركه الله يجعل كل من فيها من " الأبدال " ؟ أبدلك الله إخلاصا في الطرح ، وسدادا في التوظيف ، ووقاك من التحريف والميل مع الهوى الهاوي بصاحبه .                              والآن إلى القراءة الخاطفة خطف أنفس الأشرار بأيدي الملائكة الأطهار !