إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-08-30 05:28:56

2 - القراءة الخاطفة .. متابعة

قراءة خاطفة كخطفة روح مجرم سقط جسده بعدها جيفة ن وتلقته ملائكة العذاب إلى حفرة من حفر النار !قراءة لمشهد تجسّد فيه مجموعة من الحقائق التي هي من الأغذية لنا اليوم !فبم نقدم لها ؟                                                                                         لما كان صلح الحديبية دخلت خزاعة في عقد رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ودخلت بنو بكر في عقد قريش .فلما كانت الهدنة اغتنمتها بنو الديل فخرجوا حتى بيتوا خزاعة على الوتير" ماء لهم " فأصابوا منهم واقتتلوا، ورفدت قريش بني بكر بالسلاح ، وقاتل معهم من قريش من قاتل مستخفيابالليل.فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله {صلى الله عليه وسلم} من العهد والميثاق بما استحلوا منهم وكانوا في عقده وعهده ، فما الذي كان بعد ذلك ؟وما علاقة الأمة- اليوم- بهذا، وما ينبغي عليها إذا استوعبت الدرس ؟

عن ميمونة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات عندها ليلة، فقام ليتوضأ للصلاة، قالت: فسمعته يقول لبيك لبيك لبيك ثلاثاً. نصرت نصرت نصرت ثلاثاً، فلما خرج قلت: يا رسول الله سمعتك تقول لبيك لبيك لبيك ثلاثاٍ نصرت نصرت نصرت ثلاثاً كأنك تكلم إنساناً، فهل كان معك أحد؟ قال : هذا راجز بني كعب يعني خزاعة يزعم أن قريشا أعانت عليهم بكر بن وائل: أي بطنا منهم وهم بنو نفاثة، وذلك قبل قدوم عمرو بن سالم على رسول الله ، قالت ميمونة: فأقمنا ثلاثاً، ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، فسمعت الراجز يقول:*يا رب إني ناشد محمدا ...وكان عمرو بن سالم الخزاعي الكعبي قد خرج حتى قدم على رسول الله {صلى الله عليه وسلم} المدينة فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهري الناس ، ومماقال :

يا رب إني ناشد محمدا...حلف أبينا وأبيه الأتلدا

فانصر هداك الله نصرا أعتدا...وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجردا...إن سيم خسفا وجهه تربدا

في فيلق كالبحر يجري مزبدا...إن قريشا أخلفوك الموعدا

ونقضوا ميثاقك المؤكدا...وجعلوا لي في كداء رصدا

وزعموا أن لست أدعو أحدا...وهم أذل وأقل عددا هذا ،                                                                               هم بيتونا بالوتير هجدا...وقتلونا ركعا وسجدا.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نصرت يا عمرو بن سالم، ودمعت عينا رسول الله ، قال: وقال: لا ينصرني الله. وفي لفظ: لانصرت إن لم أنصر بني كعب: يعني خزاعة مما أنصر به نفسي. وفي رواية: لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي. زاد في رواية: وأهل بيتي ، ثم مرّت سحابة في السماء وأرعدت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا السحاب ليستهلّ،بنصر بني كعب يعني خزاعة..وعن بشر بن عصمة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خزاعة مني وأنا منهم» أجل قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم}  لعمرو: نصرت يا عمرو بن سالم! ثم عرض لرسول الله {صلى الله عليه وسلم} عنان من السماء فقال: إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب .ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله {صلى الله عليه وسلم} المدينة فأخبروه بما أصيب منهم ، ومظاهرة قريش بني بكر عليهم ، ثم انصرفوا راجعين إلى مكة.                                                       ولا يعني- عليه الصلاة والسلام- بقوله " نصرت " أنه سيشجب ، أو يستنكر ، أو يهدد بإن فعلتم ذلك ثانية سترون ما لا يسركم ، أوسنحتفظ بحق الرد في الزمان الذي نحدده نحن ! وما أظن أن ثمة زمانا على مدى الدهر سيشهد معنى مثل هذا التهديد !!! بل أمر رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أهله أن يجهزوه ،بدأ بنفسه ، ثم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة ،وأمرهم بالجد والتهيؤ، وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها . وذلك لئلا تعلم فتستعد فتكثر بالمواجهة الدماء ! ثم مضى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لسفره حتى نزل بمر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين ، أو أكثر ، وأوعب مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} المهاجرون والأنصار، فلم يتخلف عنه منهم أحد .                 

هذا ، وقد قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} للناس: كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد- أي صلح الحديبية- وليزيد في المدة .وفعلا أتى أبو سفيان بعد المجزرة إلى المدينة ، حيث بعثته قريش إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم}ليحاور ويشد العقد ويزيد في المدة ،لأن قريشا رهبوا من الذي صنعوه ! فدخل أبو سفيان على ابنته أم حبيبة- رضي الله عنها- فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله {صلى الله عليه وسلم} طوته عنه ، فقال: يا بنية ! ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني ؟! قالت : بل هو فراش رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وأنت رجل نجس مشرك فلم أحب أن تجلس عليه !قال : والله يا بنية لقد أصابك بعدي شر!ثم خرج حتى أتي رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فكلمه فلم يرد عليه شيئا، ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فقال: ما أنا بفاعل ،ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه فقال: أنا أشفع لكم إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم}؟! فوالله لو لم أجد إلا الذّر لجاهدتكم به ،ثم خرج حتى دخل على علي بن أبي طالب وعنده فاطمة بنت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وعندها حسن بن علي غلام يدب بين يديها، فقال: يا علي ! إنك أمسّ القوم بي رحما، وإني قد جئت في حاجة فلا أرجعن كما جئت ، فاشفع لي ، قال: ويحك يا أبا سفيان! والله لقد عزم رسول الله {صلى الله عليه وسلم} على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه ،فالتفت إلى فاطمة فقال: يا بنت محمد! هل لك أن تأمري بُنيك هذا فيجير بين الناس ، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر!قالت: والله ما بلغ بُني ذلك أن يجير بين الناس وما يجير أحد على رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال: يا أبا حسن! إني أرى الأمور قد اشتدت عليّ فانصحني ،قال: والله ما أعلم شيئا يغني عنك شيئا ولكنك سيد بني كنانة ، فقم فأجر بين الناس ، ثم الحق بأرضك ، قال أوترى ذلك مغنيا عني شيئا؟ قال: لاوالله ما أظنه ، ولكنني لا أجد لك غير ذلك .