إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-05-01 11:12:57

نبضة حبّ غامر من كتاب \"بدائع الفوائد\" لابن قيم الجوزية !

- هي فيض آنية القلب بعدما امتلأ محبة ، فتقاطر الفيض عبارات شفافة تليق بالعشاق الذين مسهم مسيس العشق بلسعته الوالهة !

- هو سؤال طرحه ابن القيمْ :ما الحكمة في كون السلام على النبي- صلى الله عليه وسلم- في أثناء الصلاة وقع بصيغة الخطاب ، والصلاة عليه بصيغة الغيبة؟ !- فأجاب وختم الجواب بقوله :

- هذا ، ومن كثفت طباعُه ، فهو عن هذا كله بمعزل ، وإنه ليبلغ الحبّ ببعض أهله أن يرى محبوبه في القرب إليه بمنزلة روحه التي لا شيء أدنى إليه منها ، فهو كما قيل:

يا مقيما مدى الزمان بقلبي ** وبعيدا عن ناظري وعياني

أنت روحي إن كنت لست أراها ** فهي أدنى إليّ من كل داني

 والجواب: يظهرأن الصلاة عليه طلب وسؤال من الله أن يصلي عليه ، فلا يمكن فيها إلا لفظ الغيبة ، إذ لا يقال: اللهم صل عليك!

- وأما السلام عليه ، فأتى بلفظ الحاضر المخاطب تنزيلا له منزلة المواجه لحكمة بديعة جدا ، وهي أنه- صلى الله عليه وسلم- لما كان أحبَ إلى المؤمن من نفسه التي بين جنبيه ، وأولى به منها ، وأقربَ ، وكانت حقيقته الذهنية ، ومثاله العلمي حاضرا في قلبه ، حيث لا يغيب عنه إلا شخصه ، كما قال القائل:

مثالك في عيني وذكرك في فمي** ومثواك في قلبي فأينَ تغيبُ

ومن كان بهذه الحال ، فهو الحاضر حقا ، وغيره وإن كان حاضرا للعيان فهو غائب عن الجنان ، فكان خطابُه خطابَ المواجهة ، والحضور بالسلام عليه أولى من سلام الغيبة ، تنزيلا له منزلة المواجَه المعايَن لقربه من القلب ، وحلوله في جميع أجزائه ، حيث لا يبقى في القلب جزء إلا ومحبته ، وذكره فيه ،فهو كما قيل:

لو شُق عن قلبي يُرى وسْطه ذكرُك