إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-05-15 11:08:53

ما الدرس البليغ من -مقام إبراهيم-؟!

- أخبر الله - تعالى - بما كان من أمر بناء الكعبة المشرفة ، ممّا قاله- تعالى - في هذا الشأن :

" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا "

- وقوله : "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى "

- فما قصة " المقام" في الآيات ؟

- وما دلالتها على همّة الخليل في مضمار العبادة ، والتقرب إلى الله على صورة تثمر محبة الله للعبد ؟

 -  حين أراد إبراهيم- عليه السلام- أن يرفع القواعد من البيت كان يكفي أن يقيم الجدران على قدر طول قامته ،وهذا هو وسعه ، لكنه أبي إلا أن يأتيَ "بحجر" يقف عليه ، ليزيد القواعد بمقدار ارتفاع الحجر..!

- وأبقى الله هذا الموقف للخليل ، وأمر العباد أن يتخذوا من " المقام" الذي هو شاهد صدق على السلوك " مصلى "، يلفت بذلك المسلم إلى أنه في تقربه إلى الله يبذل قصارى جهده في هذا السبيل !

- ولا يكتفي بما فرض عليه ، بل يسعى كل السعي ليبلغ في التقرب مدى طوقه ، فهو مع ما يكلف به كعاشق تعلق قلبه بمن أحب ، لا يشبع منه يعشق التكليف ، فيؤديه شكلا ، بحب ويبذل قصارى جهده ، ليأتيَ به تطوعا بعد أن يقيمه  فرضا الله عليه.

-  فالحجر الذي هو " المقام" هو دليل على ما كان من الخليل- عليه السلام- تجاه تكاليف ربه!

- وشاء الله أن يبقى الحجر الذي كان يقف عليه الخليل محفورا يحكي شكل قدميه!

- وتظل فريضة الحج مما لا يشبع الناس منها يؤدونها فريضة ، وتنفلا ، بشغف جامح ، وهذا شعبة من أسرار" مثابة للناس " !