إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2014-05-15 11:14:46

أخطر الميادين في تحقيق العداء لرأس الضلالة ، وأذنابه عبر التاريخ !

- إذا نجا المكلف من العقبات التي ينازل فيها عدو الله ، وآخرها عقبة " الأعمال المرجوحة" لم يبق هناك سوى عقبة واحدة لا بد منها ، إذ ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله وأنبياؤه ، وأكرم الخلق عليه ، وهي عقبة " المراغمة"

- وفي مجالها يتم تسليط العدو جنده على المكلف بأنواع الأذى يدا ، ولسانا ، وقلبا ، كلٌ على حسب مرتبته في الخير، وكلما علت مرتبته فيه أجلب عليه العدو بخيله ورجله ، وظاهر عليه بأحزابه التي بناها عبر مسيرة إضلاله ، وسلطهم عليه بأنواع التسليط !

- وهذه العقبة لا حيلة للمكلف في التخلص منها ، فإنه كلما جدّ في الاستقامة ، والدعوة إلى الله ، جدّ العدو في إغراء السفهاء به!      - المكلف في هذه العقبة قد لبس لأمة الحرب ، وأخذ في محاربة العدو لله وبالله ، فعبوديته فيها عبودية خواص العارفين ، وهي تسمى" عبودية المراغمة " ولا ينتبه لها إلا أولو البصائر التامة ! - لا شيء أحب إلى الله من أن يراغم وليه أعداء الله ، ويغيظهم ، وقد أشار- سبحانه- إلى هذه العبودية في مثل قوله:

 {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً} سمى المهاجر الذي يهاجر إلى عبادة الله مراغما ، يراغم به عدو الله وعدوه!

- وكما في قوله- تعالى - {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}

- وقال- تعالى- في مثل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأتباعه : {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} فمغايظة الكفار غاية محبوبة للرب!

- وقد شرع النبي- صلى الله عليه وسلم- للمصلي إذا سها في صلاته سجدتين وقال: "إن كانت صلاته تامة كانتا ترغمان أنف الشيطان" وفي رواية "ترغيما للشيطان" وسماها "المرغمتين".

فمن تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر، وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة!

- ولأجل هذه المراغمة حمد التبختر بين الصفين ، والخيلاء والتبختر عند صدقة السر حيث لا يراه إلا الله ، لما في ذلك من إرغام العدو، وبذل محبوبه من نفسه وماله لله- عز وجل-.

- وهذا باب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس ، ومن ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأول.

- وصاحب هذا المقام إذا وقع في الذنب راغم الشيطان بالتوبة النصوح فأحدثت له هذه المراغمة عبودية أخرى.