إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-10-03 10:56:05

من أنكر الشمس في رائعة النهار أعمى !

- قال- تعالى- :"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُعَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا *ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا " 

- وعن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم-" صعد أحداً وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال أثبت أحد فإنما عليك نبيٌّ وصديق وشهيدان "

العلاقة بين الآية والحديث تتمثل في ترتيب : النبوة والصديقية والشهاده ! وهذا من عجائب العطاء الذي لايني القرآن يعطيه ، يعطيه بنصه ، وبتراكيبه ، وبإشاراته ، وذلك لنزوله من العلم المحيط : "..لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" فالآية- كما عبر الشيخ سعيد النورسي رحمه الله- تفيد أن الذين هم أهل الصراط المستقيم طوائف الأنبياء ، وقوافل الصديقين ،ومواكب الشهداء ،وأصنف الصالحين ، وجماعات التابعين لهم بإحسان ،كما تدل على أئمة هؤلاء بتناول صفاتهم الرئيسة ، ويشرق النص بلمعة إعجازتكشف آفاقا مستقبلية لا يقدر عليها إلا الكلمة القرآنية !!فألفاظ النص تناولت : النبوة التي هي الأساس في البناء الشامخ ،والتثنية بالصديقية واضحة الدلالة على مجيء " أبي بكر " الصديق الذي هو صدر هذه الأمة بعد الرسول ، ثم جاء جمع الشهداء ليدل على : عمر وعثمان وعلى- رضي الله عنهم- وأنهم يتولون الخلافة بعد الصديق ، وينالون منازل الشهداء ، كما أنبا الرسول- عليه الصلاة والسلام - لما صعد أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، وقد جاء ترتيب الصفات في حديث من لا ينطق عن الهوى على وفق ترتيب النص القرآني،وتأتي كلمة " الصالحين " لتشمل مثل أهل الصفة وبدر وأحد وبيعة الرضوان !وتتألق الكلمة " وحسن ط دون غيرها هنا لتضع الأصبع على ما كان من خلافة " الحسن بن على " رضي الله عنهما ، فما أدق هذا التعبير !وما أشد مطابقته للواقع التاريخي ! حقا إن القرآن كلام الله الذي لا تنقضي عجائبه !!