إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-10-03 10:58:01

رياح الحب اللواقح !

طافت قلوب بكعبة المحبة ، والتزمت لاصقة صدور الأماني بنظرة من المحبوب ، فجاءها الجواب تقريبا ، وتطمينا ، ونفحات ، ورأى الله تعالى صدقها فأكرمها بتحفة أفعمت بالعطية الوافرة الغامرة ، فسعد بها أنماط من السالكين طريق الحق ، وهذا من أحباب الحبيب يأتي يسأل المصطفى ، ويأتي منه الجواب يملأ القلوب حبورا ، ويسعد به على مدار التاريخ كل المحبين ، وتتجلى ثمرته " معية ما أرقاها!  " يوم يجمع الله الأولين والآخرين في ساحة العرض ، يقول فيه ذو الجلال :"رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ * يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ  * بطل السؤال هذا الرجل الذي وعى من الحقائق ما غفل عنه كثيرون ، أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- يوما يسأل:" مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ- صلى الله عليه وسلم- : مَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ الرجل: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلاَةٍ، وَلاَ صَوْمٍ، وَلاَ صَدَقَةٍ ، وَلكِنِّي أُحِبّ اللهَ وَرَسولَهُ ! قَالَ الذي لا ينطق عن الهوى: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " وغمرت المسلمين فرحة لها طعم أغلى من الدنيا وما فيها !إذ همّ " أن يكونوا يوم القيامة مع الحبيب " مصدره الإيمان الراسخ باللقاء ، وتفاوت المنازل هناك ، وها هو ذا تلميذ في مدرسة الإيمان وعى روعة المطلب ، وسموه بين المقاصد التي تفني أعمار بني آدم ! إنه ثوبان- رضي الله عنه-  جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَاللَّهِ إِنَّكَ لأَحَبّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَإِنَّكَ لأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي، وَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي، وَإِنِّي لأَكُونُ فِي الْبَيْتِ، فَأَذْكُرُكَ ، فَمَا أَصْبِرُ حَتَّى آتِيَكَ، فَأَنْظُرَ إِلَيْكَ، وَإِذَا ذَكَرْتُ مَوْتِي ومَوْتَكَ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِذَا دَخَلْتَ الْجَنَّةَ رُفِعْتَ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَإِنِّي إِذَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ خَشِيتُ أَنْ لاَ أَرَاكَ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ r حَتَّى نَزّلَ جِبْرِيلُ عليه السلام بِقوله- تعالى- :] وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً[ رياح المحبة عبقت في ساح صدره فأكرم الله الأمة كلها بالبيان الذي تذوب له القلوب الطاهرة ، يحدد هناك منازل الطائعين ، " بالمعية " وحدها ، فأغنت عن ذكر كل ألوان النعيم !

 

<p dir="\\&quot;rtl\\&quot;" style="\\&quot;text-align:" justify;\\"="">