إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-12-07 17:15:31

تربية عالية

  في هذا تربية نفسية إسلامية عالية تجعل الإنسان غنياً بنفسه، مترفعاً عن أن يتطلع إلى أموال الناس، وتسديد محكم لحركة اليد حين تأخذ أو تعطي ! 

- إذا أعطيت فإن كنت في حاجة إليه، فبارك الله لك فيه، وإن كنت في غنىً عنه فتصدق به على من هو أحوج منك إليه. فضلاً عن أن يأتي ويقول لأحد: أعطني، كذلك من التطلع إلى مال الناس أن تكون من الناس ولديك لباس لا بأس به، فتتعمد أن تأتي إلى هذه التجمعات بلباس رث، وبحالة سيئة، وبحالة بئيسة تستعطف الناس الذين ينظرون إلى حالك، فيقولون: والله! فلان هذا مسكين، فيعطونك؛ فهذا تعرض للناس بالحالة وبالصورة، ولسان الحال أفصح من لسان المقال ، وما لم يأتك من غير استشراف نفسك أو تطلعك إليه  ، فلا تتبعه نفسك، فلو جاء إنسان وأعطى الحاضرين وأنت لم يعطك،  فلا تتطلع إليه، ولا تتبعه نفسك، ولا تقل: لماذا لم يعطني بينما أعطاهم؟ ونفسك تتبعه وكأن أشعة ترسلها من قلبك إليه ، ولسان حالك يقول: عد وأعطني.

استشراف النفس للحرام ولو من طرف خفي يهيئها للسقوط  في وحله.وهذا لا يتأتى ممن رأى الدنيا الحرام قصعة يتناحر عليها الكلاب، وتضفي على أصحابها من الصفات أذمها إذ أقلها الطمع، وأسوأها الحقد على الآخرين .  

بعض الباحثين كان حريصاً على أن يرى أحداً ممن صفته أن يأخذ ببصيرة من الله ،ويعطي إلى الله ! فجعل يجتهد في طلبه ويحتال على التوصل إليه بأن يأخذ الشيء بعد الشيء من ماله ويقصد به الفقراء والمساكين ويقول لمن يعطيه: خذلا لك ، فكانوا يأخذون ، ولا يسمع من أحد منهم جواباً مطابقاً لما أراده إلى أن ظفر ذات  يوم ببغيته وحصل على مقصوده ومنيته وذلك أنه قال لأحدهم : خذلا لك ! فقال له: آخذه لا منك .