من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2012-12-07 17:24:53

تربية ربانية !

تستدعي وقفة بين يدي المربي الأعظم خاتم الرسل عليهم الصلاة والسلام يوجه النفوس إلى أسمى سلوك ،ببصيرة نبوية معصومة ،يحدد ما نأخذ مما نعطى وما ندع !ويضبط التطلع بضابط النفس التي وعت من الحقائق ما يبرزها ربانيه، همها رضوان الله تعالى ، وما تأخذ من الدنيا تأخذه زادا على الطريق لا غاية في ذاته !

- يقول حكيم بن حزامٍ : « سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، ثمّ سألته فأعطاني ، ثمّ سألته فأعطاني ، ثمّ قال : يا حكيم! إنّ هذا المال حلوةٌ خضرةٌ ، فمن أخذه بسخاوة نفسٍ بورك له فيه ، ومن أخذه بإشرافٍ لم يبارك فيه ، وكان كالّذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خيرٌ من اليد السّفلى .

قال حكيمٌ : فقلت : يا رسول اللّه! والّذي بعثك بالحقّ لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً حتّى أفارق الدّنيا ، فكان أبو بكرٍ رضي الله عنه يدعو حكيماً ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئاً ، ثمّ إنّ عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله ، فقال : يا معشر المسلمين ! أشهدكم على حكيمٍ أنّي أعرض عليه حقّه الّذي قسم اللّه له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه ، فلم يرزأ حكيمٌ أحداً من النّاس بعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتّى توفي »

- ويقول عمر رضي الله عنه : « كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء ، فأقول : أعطه أفقر منّي ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : خذه ، وما جاءك من هذا المال وأنت غير سائلٍ ولا مشرفٍ فخذه ، وما لا فلا تتبعه نفسك ، فكان سالمٌ بن عبد الله بن عمر لا يسأل أحداً شيئاً ، ولا يردّ شيئاً أعطيه ».

لجم رائع للتطلع الشاغل وربط للقلوب بالمعطي الوهاب فإذا أخذ أخذ من يد الله تعالى، وإذا وضع وضع في كف الرحمن كذلك ، فإلى هذا النهج وذلك السلوك لنكون في رحاب بديع السموات والأرض