من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2012-12-07 17:29:49

موقف يوسفي نرصده من تاريخنا الباهر

موقف يوسفي نرصده من تاريخنا الباهر، يشع طهرا،يعلم الناس أن الإسلام عفاف وسمو سلوك، ويعلن استلام هذه الأمة لميراث  الرسالات التي أكرم الله بها البشرية قاطبة

- خرج سليمان بن يسار من المدينة في طريقه إلى مكة المكرمة ، ومعه رفيق له حتى نزلا بالأبواء ، وانطلق رفيقه إلى السوق يبتاع بعض ما يحتاجون إليه، وقعد سليمان في الخيمة، وكان من أجمل الناس وجهاً وأورع الناس، فبصرت به أعرابية فسعت نحوه ،لما رأت حسنه وجماله انحدرت وعليها البرقع والقفازان، فوقفت بين يديه فأسفرت عن وجهها كأنه فلقة قمر، فقالت: أهنيني! ظن أنها تريد طعاماً فقام إلى فضل السفرة ليعطيها، فقالت: لست أريد هذا ، إنما أريد ما يكون من الرجل إلى أهله فقال: جهزك إلي إبليس، ثم وضع رأسه بين كميه فأخذ في النحيب فلما رأت ذلك سدلت على وجهها ورجعت إلى خيمتها، فجاء رفيقه وقد ابتاع ما يرفقهم ،رآه وقد انتفخت عيناه من البكاء قال: ما يبكيك؟ قال: خير! ذكرت صبيتي، قال: لا، إن لك قصة إذ عهدك بصبيتك منذ ثلاث فلم يزل به حتى أخبره بشأن الأعرابية ،فجعل صاحبه يبكي بكاءً شديداً، فقال له سليمان: أنت ما يبكيك؟ قال: أنا أحق بالبكاء منك، قال: لم قال: لأني أخشى لو كنت مكانك لما صبرت عنها، قال: فما زالا يبكيان ولما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى أتى الحجر واحتبى بثوبه فغلبه النوم، فإذا رجل وسيم جميل له شارة حسنة ورائحة طيبة، فقال له سليمان: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا يوسف بن يعقوب، قال: يوسف الصديق؟ قال: نعم، قلت: إن في شأنك وشأن امرأة العزيز لشأناً عجيباً، فقال له يوسف: شأنك وشأن صاحبة الأبواه أعجب . فإلى كل شباب المسلمين ! إنها تحرشت به فوقف لها عفافه الذي جعل يوسف عليه السلام يعجب منه ! ولم يتحرش هو بها ، ولو كان فعل لكان قد فقد العفاف تلك الحالة النفسية الرفيعة التي يرتفع بها صاحبها غلى آفاق من الطهر يعجب منها الطهر نفسه !!