إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2012-07-16 12:53:31

لا يضرك الاطلاع عليه

 

لا يضر الاطلاع على ما جاء في هذا المعروض حول " المهدي " رضي الله عنه من خلال النظرة الصحيحة والتناول المشوه !!   

 

قال الحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر قال قال رسول الله ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا فيقول لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة وهذا إسناد جيد

اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال أحدها أنه المسيح ابن مريم وهو المهدي على الحقيقة واحتج أصحاب هذا بحديث محمد بن خالد الجندي ، ولا يصح ، ولو صح لم يكن فيه حجة لأن عيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله وبين الساعة ، وقد دلت السنة الصحيحة عن النبي على نزوله على المنارة البيضاء شرقي دمشق وحكمه بكتاب الله وقتله اليهود والنصارى ووضعه الجزية وإهلاك أهل الملل في زمانه - فيصح أن يقال لا مهدي في الحقيقة سواه وإن كان غيره مهديا كما يقال لا علم إلا ما نفع ولا مال إلا ما وقي وجه صاحبه وكما يصح أن يقال إنما المهدي عيسى ابن مريم يعني المهدي الكامل المعصوم

 

القول الثاني أنه المهدي الذي ولي من بني العباس وقد انتهى زمانه

واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أحمد في مسنده  عن أبي قلابة عن ثوبان قال قال رسول الله إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فائتوها ولو حبوا على الثلج فإنه فيها خليفة الله المهدي- وأحد الرواة علي بن زيد قد روى له مسلم متابعة ولكن هوضعيف وله مناكير تفرد بها فلا يحتج بما ينفرد به - وفي سنن ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود قال بينما نحن عند رسول الله إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي اغرورقت عيناه وتغير لونه فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه قال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من أهل المشرق ومعهم رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئت جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج-  وفي إسناده يزيد بن أبي زياد وهو سيء الحفظ اختلط في آخر عمره وكان يقلد الفلوس- وهذا والذي قبله لو صح لم يكن فيه دليل على أن المهدي الذي تولى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان بل هو مهدي من جملة المهديين ، وعمر بن عبد العزيز كان مهديا بل هو أولى باسم المهدي منه-  وقد قال رسول الله : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي- وقد ذهب الإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه وغيره إلى أن عمر بن عبد العزيز منهم ولا ريب أنه كان راشدا مهديا ولكن ليس بالمهدي الذي يخرج في آخر الزمان فالمهدي في جانب الخير والرشد كالدجال في جانب الشر والضلال وكما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون- القول الثالث أنه رجل من أهل بيت النبي من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا- وأكثر الأحاديث على هذا تدل- وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها والله أعلم- وقد روى أبو نعيم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله يخرج رجل من أهل بيتي يعمل بسنتي وينزل الله له البركة من السماء وتخرج له الأرض بركتها ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما ويعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس- وروى أيضا من حديث أبي أمامة قال خطبنا رسول الله وذكر الدجال وقال فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص فقالت أم شريك فأين العرب يا رسول الله يومئذ فقال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم المهدي رجل صالح-

وروى أيضا من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى ابن مريم في آخرها والمهدي في وسطها- وهذه الأحاديث وإن كان في إسنادها بعض الضعف والغرابة فهي مما يقوي بعضها بعضا ويشد بعضها ببعض فهذه أقوال أهل السنة

ورابع                                                                      وللرافضة قول رابع :وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي ، لا من ولد الحسن ، الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار الذي يورث العصا ويختم الفضا دخل سرداب سامراء طفلا صغيرا من أكثر من خمس مئة سنة فلم تره بعد ذلك عين ولم يحس فيه بخبر ولا أثر وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون به أن يخرج إليهم أخرج يا مولانا ، يا مولانا ثم يرجعون بالخيبة والحرمان فهذا دأبهم -                                                 ولقد أحسن من قال :ما آن للسرداب أن يلد الذي--كلمتموه بجهلكم ما آنا- فعلى عقولكم العفاء فإنكم- ثلثتم العنقاء والغيلانا- ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل-                        أما مهدي المغاربة محمد بن تومرت فإنه رجل كذاب ظالم متغلب بالباطل ملك بالظلم والتغلب والتحيل فقتل النفوس وأباح حريم المسلمين وسبى ذراريهم وأخذ أموالهم وكان شرا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير وكان يودع بطن الأرض في القبور جماعة من أصحابه أحياء يأمرهم أن يقولوا للناس إنه المهدي الذي بشر به النبي ثم يردم عليهم ليلا لئلا يكذبوه بعد ذلك-   ثم خرج المهدي الملحد عبيد الله بن ميمون القداح ، وكان جده يهوديا من بيت مجوسي فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت ، وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي وملك وتغلب استفحل أمره إلى أن استولت ذريته الملاحدة المنافقون الذين كانوا أعظم الناس عداوة لله ولرسوله على بلاد المغرب ومصر والحجاز والشام واشتدت غربة الإسلام ومحنته ومصيبته بهم وكانوا يدعون الإلهية ويدعون أن للشريعة باطنا يخالف ظاهرها-وهم ملوك القرامطة الباطنية أعداء الدين فتستروا بالرفض والانتساب كذبا إلى أهل البيت ودانوا بدين أهل الإلحاد وروجوه ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة منهم ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف ابن أيوب فاستنقذ الملة الإسلامية منهم وأبادهم وعادت مصر دار إسلام بعد أن كانت دار نفاق وإلحاد في زمنهم- والمقصود أن هؤلاء لهم مهدي وأتباع ابن تومرت لهم مهدي والرافضة الإثني عشرية لهم مهدي- فكل هذه الفرق تدعي في مهديها الظلوم الغشوم والمستحيل المعدوم أنه الإمام المعصوم والمهدي المعلوم الذي بشر به النبي وأخبر بخروجه وهي تنتظره كما تنتظر اليهود القائم الذي يخرج في آخر الزمان فتعلو به كلمتهم ويقوم به دينهم وينصرون به على جميع الأمم- والنصارى تنتظر المسيح يأتي قبل يوم القيامة فيقيم دين النصرانية ويبطل سائر الأديان وفي عقيدتهم نزع المسيح الذي هو إله حق من إله حق من جوهر أبيه  ،إلى أن قالوا وهو مستعد للمجيء قبل يوم القيامة فالملل الثلاث تنتظر إماما قائما يقوم في آخر الزمان- وهم ملوك القرامطة الباطنية أعداء الدين فتستروا بالرفض والانتساب كذبا إلى أهل البيت ودانوا بدين أهل الإلحاد وروجوه ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة منهم ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف ابن أيوب

ومنتظر اليهود الدجال الذي يتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفا ، وفي المسند مرفوعا عن النبي أكثر أتباع الدجال اليهود والنساء - والنصارى تنتظر المسيح عيسى ابن مريم ولا ريب في نزوله ولكن إذا نزل كسر الصليب وقتل الخنزير وأباد الملل كلها سوى ملة الإسلام

وهذا معنى الحديث لا مهدي إلا عيسى ابن مريم

فلا مناص عن التصديق بخروج المهدي ، وأنه من آل البيت ، وأنه حاكم عادل ، فينشر العدل ويرفع الظلم ، ويعطي كل ذي حق حقه ، وفقاً لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه لو خرج لو جب على المسلمين ، مبايعته وطاعته ومناصرته 0ولله در الإمام أبي عبد الله سفيان الثوري رحمه الله تعالى ، ذي البصر النافذ والعقل الراجح ، حيث لزم التأني وعدم التعجل والفوضوية في هذا الأمر الكبير ، فعن حفص بن غياث رحمه الله تعالى قال : قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ، إن الناس قد أكثروا في المهدي فما تقول فيه ؟ قال : ( إن مر على بابك ، فلا تكن منه في شيء ، حتى يجتمع الناس عليه ) ذكر ذلك أبو نعيم في الحلية-                                من وراء النهر : أي مما وراءه من البلدان كبخارى وسمرقند ونحوهما

( كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ): قال القاري : والمراد من آمن منهم ودخل في التمكين أبو طالب أيضا وإن لم يؤمن عند أهل السنة .                                                                            وقال في فتح الودود : أي في آخر الأمر  الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن مسعود لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل منى أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة وأيضا فيه المهدي من عترتي من ولد فاطمة ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد وهناك طوائف ادعى كل منهم أن المهدي المبشر به مثل مهدي القرامطة الباطنية الذي أقام دعوتهم بالمغرب وهو من ولد ميمون القداح وأدعوا أن ميمونا هذا هو من ولد محمد بن إسماعيل وإلى ذلك انتسب الإسماعيلية وهم ملاحدة في الباطن خارجون عن جميع الملل أكفر من الغالية كالنصيرية ومذهبهم مركب من مذهب المجوس والصابئة والفلاسفة مع إظهار التشيع وجدهم رجل يهودي كان ربيبا لرجل مجوسي وقد كانت لهم دولة وأتباع.