من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2012-12-12 07:17:52

تقدير الأعمال

مصابيح من الحقائق والتسديد تتدلى علينا من عمق الزمان تبصرنا بالخطوات السديدة في درب الحياة ، وأترك للقاريء الكريم أن يبصر أبعاد كل منها !!

- قال سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه-: إن رجلاً جاء إلى الصلاة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم ائتني أفضل ما تأتي عبادك الصالحين، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: من المتكلم آنفاً؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله! قال: إذاً يعقر جوادك، وتستشهد في سبيل الله) رواه النسائي،قال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن. فإذا اقترب من الصف، وقال هذا الدعاء:"اللهم ائتني أفضل ما تأتي عبادك الصالحين فهو دعاء مستحب قد جاء في السنة".

- لما حض عليه الصلاة والسلام على اغتنام العشر من ذي الحجة بالعمل الصالح وبين فضل ذلك ،قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : « ولا الجهاد ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع » فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هُنَّ أَفْضَلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا عَفِيرًا يَعْفِرُ وجهه فِي التُّرَابِ

- قال رجل يا رسول الله وأي الجهاد أفضل؟ فقال: أن يهراق دمك ويعقر جوادك

- قال أنس رضي الله عنه :غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ ، عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ ، لَئِنِ اللهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللهُ مَا أَصْنَعُ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ، وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ ، يَعْنِي أَصْحَابَهُ ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ ، يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَقَالَ : يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ ، الْجَنَّةَ ، وَرَبِّ النَّضْرِ ، إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ ، قَالَ سَعْدٌ : فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا صَنَعَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ ، وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلاَّ أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ ، قَالَ أَنَسٌ : كُنَّا نُرَى ، أَوْ نَظُنُّ ، أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ : "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ" إِلَى آخِرِ الآيَةِ . 

- قَالَ أَنَسٌ- رضي الله عنه- : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أَفَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ إِخْوَانِكُمُ ، الَّذِينَ كُنَّا نُسَمِّيهِمْ ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْقُرَّاءَ ، فَذَكَرَ أَنَّهُم كَانُوا سَبْعِينَ ، فَكَانُوا إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ ، انْطَلَقُوا إِلَى مُعَلِّمٍ لَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ، فَيَدْرُسُونَ اللَّيْلَ حَتَّى يُصْبِحُوا ، فَإِذَا أَصْبَحُوا ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ قُوَّةٌ ، اسْتَعْذَبَ مِنَ الْمَاءِ ، وَأَصَابَ مِنَ الْحَطَبِ ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ سَعَةٌ ، اجْتَمَعُوا فَاشْتَرَوُا الشَّاةَ وَأَصْلَحُوهَا ، فَيُصْبِحُ ذَلِكَ مُعَلَّقًا بِحُجَرِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا أُصِيبَ خُبَيْبٌ ، بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، وَفِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ ، فَقَالَ حَرَامٌ لأَمِيرِهِمْ : دَعْنِي فَلأُخْبِرَ هَؤُلاَءِ أَنَّا لَسْنَا إِيَّاهُمْ نُرِيدُ ، حَتَّى يُخْلُوا وَجْهَنَا ، وَقَالَ عَفَّانُ : فَيُخْلُونَ وَجْهَنَا ، فَقَالَ لَهُمْ حَرَامٌ : إِنَّا لَسْنَا إِيَّاكُمْ نُرِيدُ ، فَخَلُّوا وَجْهَنَا ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ بِالرُّمْحِ ، فَأَنْفَذَهُ مِنْهُ ، فَلَمَّا وَجَدَ الرُّمْحَ فِي جَوْفِهِ قَالَ : اللهُ أَكْبَرُ ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، قَالَ : فَانْطَوَوْا عَلَيْهِمْ ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، فَقَالَ أَنَسٌ : فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَدَ عَلَى  شَيْءٍ قَطُّ وَجْدَهُ عَلَيْهِمْ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلاَةِ الْغَدَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ.)).

فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ ، إِذَا أَبُو طَلْحَةَ يَقُولُ لِي : هَلْ لَكَ فِي قَاتِلِ حَرَامٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا لَهُ ؟ فَعَلَ اللهُ بِهِ وَفَعَلَ. قَالَ : مَهْلاً ، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ.

وَقَالَ عَفَّانُ : رَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ.

وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ : رَفَعَ يَدَيْهِ.

وفي رواية : (( جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالُوا : أَنِ ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالاً ، يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ ، يُقَالُ لَهُمُ : الْقُرَّاءُ ، فِيهِمْ خَالِي حَرَامٌ ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ ، يَتَعَلَّمُونَ ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ ، فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ ، وَيَحْتَطِبُونَ ، فَيَبِيعُونَهُ ، وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لأَهْلِ الصُّفَّةِ ، وَلِلْفُقَرَاءِ ، فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمْ ، فَعَرَضُوا لَهُمْ ، فَقَتَلُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْمَكَانَ ، فَقَالُوا : اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا ، أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ ، فَرَضِينَا عَنْكَ ، وَرَضِيتَ عَنَّا ، قَالَ : وَأَتَى رَجُلٌ حَرَامًا ، خَالَ أَنَسٍ ، مِنْ خَلْفِهِ ، فَطَعَنَهُ بِرُمْحٍ حَتَّى أَنْفَذَهُ ، فَقَالَ حَرَامٌ : فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَصْحَابِهِ : إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا : اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا ، أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ ، فَرَضِينَا عَنْكَ ، وَرَضِيتَ عَنَّا.)).

- عمير بن الحمام بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي . تقدم نسبه ، شهد بدرا قاله موسى بن عقبة وقتل ببدر وهو أول قتيل من الأنصار في الإسلام في حرب . وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد آخى بينه وبين عبيدة بن الحارث المطلبي فقتلا يوم بدر جميعا ،  قال ابن إسحاق : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر : " لا يقاتل أحد في هذا اليوم فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا دخل الجنة " . وكان عمير واقفا في الصف بيده تمرات يأكلهن فسمع ذلك فقال : بخ بخ ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء وألقى التمرات من يده وأخذ السيف فقاتل القوم وهو يقول :

 ركضا إلى الله بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد

 والصبر في الله على الجهاد ... إن التقى من أعظم السداد

 وخير ما قاد إلى الرشاد ... وكل حي فإلى نفاد

 ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل قتله خالد بن الأعلم