من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2013-01-07 03:25:57

في أخبار مكة للأزرقي ...

في أخبار مكة للأزرقي: ذكر الواقدي عن أشياخه قال : « نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بمكة : » من كان يؤمن بالله ورسوله فلا يدعن في بيته صنما إلا كسره « فجعل المسلمون يكسرون تلك الأصنام » قال : وكان عكرمة بن أبي جهل حين أسلم لا يسمع بصنم في بيت من بيوت قريش إلا مشى إليه حتى يكسره ، وكان أبا تجارة ، يعملها في الجاهلية ويبيعها ، ولم يكن في قريش رجل بمكة إلا وفي بيته صنم .

 الخبر يسطع منه روعة اجتثاث الصنمية على ما كانت عليه من انتشار كاسح لبيوت الجاهلية ن فهل لنا أن نشيرإلى أن الصنمية المعنوية أخطر في الحياة ، واجتثاثها أعسر،أليس الهوى من أبغض ما يعبد دون الله تعالى؟ هي دعوة للبحث الصادق عما في النفوس والبيوت من صنمية ، نادى بها أحد العلماء الربانيين ، وفيها قوله :"كسر الأصنام واهجر بيعك

-  كذلك قال الواقدي : وحدثني ابن أبي سبرة ، عن سليمان بن سحيم ، عن بعض آل جبير بن مطعم ، عن جبير بن مطعم قال : لما كان يوم الفتح نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يتركن في بيته صنما إلا كسره وأحرقه ، وثمنه حرام » قال جبير : وقد كنت أرى قبل ذلك الأصنام يطاف بها بمكة ، فيشتريها أهل البدو ، فيخرجون بها إلى بيوتهم ، وما من رجل من قريش إلا وفي بيته صنم ، إذا دخل يمسحه ، وإذا خرج يمسحه ؛ تبركا به

نجحت الدعوة نجاحا باهرا على ما دل عليه الخبر ، تمثل في كون الصنام التي حطمتها يد التوحيد بعزمة إبراهيمية كانت سلعة جاهلية رائجة ، وتجارة شائعة حتى في مضارب البدو

- قال الواقدي : وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن عبد الحميد بن سهيل قال : لما أسلمت هند بنت عتبة جعلت تضرب صنما في بيتها بالقدوم (القدوم : آلة النحت والنجارة ) فلذة فلذة ، وهي تقول : « كنا منك في غرور » .

 شارك كل من أسلم في تحطيم الأصنام ،وقد بين بعضهم كيف تغير النظر تغيرا دفع إلى إلى السلوك ، فانتقل من التمسح بالحجر بعد الاغترار به على أنه يضر وينفع إلى إعمال القدوم في أجزائه بقوة اليقين بالله تعالى ! وهذه مواقف ذات أبعاد من العطاء