من أنوار النبوة
تاريخ الإضافة : 2013-01-15 02:20:06

حول معاني قوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) ...

والكلام عن ذلك له وجوه متعددة :

الوجه الأول :

أن هذه الآية الكريمة اشتملت على الخبر أولاً ، والأمر ثانياً :

أما الخبر فإن الله تعالى أخبر عباده في هذه الآية الكريمة بمنزلة هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - عنده في الملأ الأعلى ، بأنه يصلي عليه عند المقربين هناك ، وأن الملائكة كلهم يصلون عليه ، وما ذاك إلا لفضله - صلى الله عليه وسلم - عند ربه ، وعلو مقامه وشرف قدره في الملأ الأعلى .

ثم أمر سبحانه أهل العالم الأدنى بالصلاة وبالتسليم عليه ، وذلك ليجتمع له الثناء والتكريم والتعظيم من أهل العالمين : العلوي والدنيوي جميعاً ، وقد ابتدئ الخبر بـ( إن ) لتأكيد الخبر وبيان عظمه . وقد قال بعض أهل التحقيق : إن الآية الكريمة مشتملة على خبرين ، كما اشتمل آخرها على أمرين عظيمين :

أما الخبران :

فالأول: هو الخبر عن جناب رب العزة ، وهو الله الكبير المتعالي ، بأنه هو يصلي على هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - .

 

والخبر الثاني : هو عن ملائكة الله تعالى ، بأنهم يصلون على هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - .

فالتقدير : إن الله يصلي على النبي ، وإن ملائكته يصلون على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وسبب هذا التقدير هو اختلاف حقيقة الصلاتين : صلاة الله تعالى ، وصلاة ملائكته ، فإن صلاة الملائكة ليس هي كصلاة رب العالمين ، ولا مشابهة بينهما .

وأما من جعل قوله تعالى : ( يصلون على النبي ) خبراً عن الله وملائكته : فذلك من باب إطلاق المشترك على أفراده المختلفة ، أو من باب عموم المجاز ، ولكن القول الأول أبلغ ، وللناس فيما يفهمون مذاهب .

وعلى كلا التقديرين : فإن الله تعالى يعلن لعباده كلهم فضل هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، وشرف منزلته وكرامته عنده ، فهو سبحانه يعلن ذلك في الملأ الأعلى ، وينزل هذا الإعلان إلى عالم السموات ، ثم إلى عالم الأرض ، فيدوي هذا الإعلان في جميع الأكوان ، وتسجل هذه الآيات في صفحات الكائنات ، إعلاماً بأن هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، له شأن عظيم عند رب العرش العظيم .

وذلك أن الله تعالى هو يصلي على هذا النبي صلى الله عليه وسلم - تشريفاً له وتكريماً ، وتفضيلاً له وتعظيماً ، وأن ملائكة الله تعالى يصلون على هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، تشرفاً بالصلاة عليه وتبركاً ، وانصباغاً بأنوارها ، وانغماساً في أسرارها .

فها هنا لما سمع أهل الملأ الأدنى بذلك استأنست قلوبهم ، وتحركت هممهم وعزائمهم ، لنيل شرف الصلاة على هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، ونيل فضائل الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - ، والاقتباس من أنوارها ، والامتلاء من أسرارها ، فنادى منهم لسان الحال المعبر عن حقيقة ماهم عليه : يارب ائذن لنا أن نتشرف بالصلاة على هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، الذي تشرفت الملائكة بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - .

فجاء النداء الإلهي بقوله تعالى : ( يا ) للتنبيه ، ( أيها ) بالتأييه ، وذلك ليكون أقوى في التنبيه ، لتلقي الأمر الذي يرد بعده ، فقال سبحانه : ( ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) فيكون ذلك من باب التشويق ثم التذويق ، والشوق إذا تقدم على الذوق يكون التذوق أكمل وأقبل ، وأحلى وأعلى عند صاحب الذوق ، جعلنا الله تعالى منهم . ومن المعلوم عند علماء اللغة العربية أن (يا) هي في الأصل لنداء البعيد ، وأما القريب فينادي بالهمزة أو بـ (أي ) ، ولكن ( يا ) قد ينادى بها القريب ، لتنزيله منزلة البعيد ، وذلك :

إما لعلو مرتبة المنادي وعظيم قدره ، ومن ذلك نداء الحق عباده بـ ( يا ) .

وإما لعلو مرتبة المنادي ، ومن ذلك قول العبد : ( يارب ) .

وإما من باب تنزيل المنادى القريب لغفلته وسهوه منزلة من بعد .

وقد كثر النداء في القرآن المجيد بـ( ياأيها ) المشتملة على هاء التنبيه ، لأن ما ينادي الله تعالى به عباده من : أوامره ونواهيه ، ووعده ووعيده، هي أمور عظام ، وخطوب جسام ، يجب عليهم أن يتيقظوا لها ، ويميلوا بقلوبهم إليها ، فاقتضت الحال أن ينادوا بآكد النداء وأبلغه من قولك : ( يارجل اتق الله تعالى ) قال الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ) وقال ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ) وقال : ( ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) .

هذا وإن تعليق النداء على صفة الإيمان في قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا) فيه الحث الشديد على امتثال الأمر الوارد بعد النداء ، وأن ذلك هو مقتضى إيمانهم الذي اعتقدوه ، ودينهم الذي التزموه ، فمن ترك هذا الأمر وتخلف عنه فقد خدش إيمانه وعرضه للخطر ، وهذا نظير قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا راكعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) ونظير قوله تعالى :( ياأيها الذين آمنوا استينوا بالصبر والصلاة ) الآية ، وفيه تنبيه إلى أن قضية امتثال أمره تعالى في قوله:( صلوا عليه ) هي قضية إيمان ، وليست هي قضية امتنان على هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - .

والخبر في قوله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي) جاء بالجملة الإسمية ، للذلالة على الدوام والاستمرار ، كما هو الأصل في مدلول الجمل الإسمية .

والمعنى : أن صلاة الله تعالى ، وصلاة ملائكته على هذا النبي الكريم = صلى الله عليه وسلم - هي مستمرة أبداً ، لاتنقطع سرمداً .

وقال بعض المحققين : إن هذه الجملة ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) تفيد الدوام والاستمرار نظراً إلى صردها من حيث إنها جملة إسمية ، وتفيد التجدد نظراً إلى عجزها من حيث إنه جملة فعلية ، فيكون مفادها استمرار صلاة الله تعالى وملائكته على النبي - صلى الله عليه وسلم - وتجددها وقتاً فوقتاً دون نفاد ولاانقطاع([1])  .

والإتيان بوصفه - صلى الله عليه وسلم - دون اسمه في قوله تعالى :  ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) هو على خلاف الغالب في إخبار الله تعالى عن أنبيائه على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ، فقد جئ بذلك للدلالة على ماخص الله تعالى به هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - من مزيد الفخامة والكرامة ، وعلو المكانة والمقدار ، وأكد ذلك بـ( أل ) في قوله تعالى : ( على النبي ) للإشارة إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - هو المعفروف الحقيق بوصف النبوة .

 

الوجه الثاني من الكلام على الآية الكريمة وهو : الكلام على وجه مناسبة هذه الآية الكريمة لما قبلها :

إن هذه الآية الكريمة جاءت بعد آيات متعددة بين الله تعالىفيها فضائل هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، وبين فيها جملة مما خصه الله تعالى به من الأحكام ورفعة المقام ، فجاءت هذه الآية الكريمة بعد تلك الآيات ، لتبين أسباب وجوه الفضائل والخصائص التي خص الله تعالى بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - .

وبيان ذلك : أن الله تعالى ذكر في أول هذه السورة وهي : سورة الأحزاب - منزلة هذا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بالنسبة للمؤمنين ، وأنها أعلى وأعظم وأكرم من منزلة آيائهم ، وأنه أعز وأحب إليهم من نفوسهم : فقال سبحانه : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجه أمهاتهم ) .

فقد أعطى لزوجاته الطاهرات منزلة أمهات المؤمنين في الحرمة والاحترام ، والمكانة و الإعظام والإكرام ، وهذا يدل ضمناً على أنه أب لهم ، ولكن الله تعالى رفع منزلته على منزلة الآباء والأبناء والنفوس فقال : ( النبي أولى بالمئمنين من أنفسهم ) ، فله مقام الآباء ، وله ماهو فوق مقام الآباء في المحبة والإعظام ، وفوق الأبناء في المحبة والإكرام ، وله مافوق الأنفس في الإيثار والحب ، ذلك لأنه أولى بهم من أنفسهم بله الآباء والأبناء .

ثم ذكر سبحانه أخذه الميثاق العظيم والإيثار من النبيين عامة ، ومن الرسل أولي العزم خاصة ، الذين هم أفضل الرسل ، وأولهم وأفضلهم وإمامهم سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ، ومنك ومن نوح و إبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ، وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ) .

وقد قدم ذكره على أولي العزم ليبين تقدمه ، بأفضليته عليهم ، كما أنه أفضل من سائر الأنبياء والمرسلين من باب أولى ، صلوات الله تعالى وسلامه عليه وعليهم .

ثم ذكر سبحانه كيف صدق الله تعالى وعده لحبيبه - صلى الله عليه وسلم - بالنصر والتأييد ، فأرسل يوم تجمع الأحزاب لمحاربته ، أرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يروها وهم الملائكة وذلك مما أدى إلى انهزام الأحزاب وتفرقهم بعد تعاقدهم وتجمعهم وتحالفهم .

وذكر المؤمنون بهذه النعمة التي أكرمهم بها ، نصرة لهذا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : ( ياأيها الذين آمنوا ) بالله ورسوله ( اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها ، وكان الله بما تعملون بصيراً ) والآيات بعدها .

وفي ذلك بيان نصرة الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ودفاعه عنه وكبته لأعدائه وردهم على أعقابهم خاسئين ، فالملائكة الكرام والرياح العظام وماوراء ذلك ، كل أولئك جنود مجندة لنصرة هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - .

ثم ذكر سبحانه أن الأسوة الكاملة الحسنة ، والقدوة الفاضلة المثلى ، هي الأسوة في الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لأنه الأكمل الأفضل ، والأعلم الأمثل ، فحقيق بأن يكون هو الإمام العام لجميع الأنام ، فإنه الجامع لأصناف الفضائل والكمالات ، صاحب الخلق العظيم ، والأدب الكريم ، والمنهج القويم ، والهدي المستقيم ، والبرهان القاطع ، والنور الساطع ، فمن تأسى به واتبعه مشى على نور مبين وهدى ويقين .

قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) ، ولا أحسن من ذلك ولا أكمل . اللهم وفقنا لاتباعه - صلى الله عليه وسلم - في الأعمال والأقوال والأحوال والأخلاق .

ففي هذا الأمر الإلهي تنبيهات للمؤمنين متعددة :

أولاً: إعلامهم بفضل هذا النبي الكريم ، وإعلان شرفه العظيم ، وهو أن الله تعالى شرفه بصلاته عليه ، وشرف الملائكة بالصلاة عليه ، وشرف المؤمنين بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - .

ثانياً : إن الله تعالى أمر المؤمنين في محكم آياته بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - ولم يأمرهم بالصلاة على غيره من الأنبياء ، ليعلمهم بفضله - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأنبياء والمرسلين .

ثالثاً : إن الله تعالى أمر المؤمنين بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - لما له من الحق عليهم ، فإنه كما أخبر الله تعالى أولى بهم من أنفسهم ، قال تعالى : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) ، كما أنه حريص عليهم ، قال تعالى : ( حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت آية : ( النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم ) قال - صلى الله عليه وسلم - : " مامن مؤمن ولامؤمنة إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤوا قول الله تعالى : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) " الآية .

 

*     *     *

 

معاني الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .

قال الإمام البخاري في صحيحه : قال أبو العالية : صلاة الله تعالى ثناؤه عليه - صلى الله عليه وسلم - عند الملائكة ، وصلاة الملائكة : الدعاء له ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : يصلون يبركون "من البخاري تعليقاً .

قال الحافظ في الفتح : وعند ابن أبي حاتم عن مقاتل ابن حيان قال : صلاة الله تعالى مغفرته ، وصلاة الملائكة الاستغفار ، وعن ابن عباس أن معنى صلاة الرب الرحمة ، وصلاة الملائكة الاستغفار .

وقال الضحاك بن مزاحم : صلاة الله رحمته ، وفي رواية عنه : مغفرته ، وصلاة الملائكة الدعاء .

ثم قال الحافظ : وأولى الأقوال ما تقدم عن أبي العالية أن معنى صلاة الله تعالى على نبيه ثناؤه عليه - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه ، وصلاة الملائكة وغيرهم طلب ذلك له من الله تعالى ،والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة اهـ .

أي لأن الصلاة من الله تعالى على نبيه الكريم هي دائمة مستمرة لاتنقطع بدليل قوله سبحانه : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) فهو سبحانه دائماً يصلي على نبيه وحبيبه ، وأما صلاة الملائكة وغيرهم من المخلوقات فهي طلب الزيادة من ذلك .

ولا شك أن جميع ماجاء عن علماء السلف رضي الله عنهم من معاني صلاة الله تعالى على نبيه هو حق وصحيح ، ولاتنافي بين تلك الأقوال كلها ، فإن كلا منهم عبر عن جانب من معاني صلاة الله على حبيبه - صلى الله عليه وسلم - ، وذلك لأن صلاة رب العالمين تتضمن معاني الثناء والتعظيم والتكريم ، والعطف الخاص والرحمة الخاصة والمغفرة الخاصة ، إلى مارواء ذلك من المعاني الجامعة لكل خير وفضل وإكرام ، وبر ومدح وثناء ، ونور وضياء .

ومن المعلوم أن صلاة رب العالمين على خلقه  منها خاصة ، ومنها خاصة الخاصة ، ومنها عامة - فصلاته سبحانه على أنبيائه هي خاصة تليق بمقام نبوتهم ، وصلاته سبحانه على مقربيه وأوليائه خاصة بهم تليق بمقامهم ، وصلاته على حبيبه الأكرم إمام الإنبياء والمرسلين وخاتمهم أجمعين هي خاصة الخاصة لائقة بمقامه الخاص - صلى الله عليه وسلم - ، وصلاته سبحانه على عامة المؤمنين هي عامة على حسب إيمانهم .

قال تعالى : ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ، وكان بالمؤمنين رحيماً ) .

الوجه الثالث :

بيانه - صلى الله عليه وسلم - قول الله تعالى :

( ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ً )

قال تعالى : ( ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم ) .

وقال تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه ) .

فلقد تكفل سبحانه أن يحفظ هو القرآن الكريم ويجمعه في صدره - صلى الله عليه وسلم - وقلبه الشريف فلا ينساه ، ولا يذهب عنه شيء منه ، كما تكفل أن يبين له معاني نصوص القرآن الكريم .

ثم أمره سبحانه أن يبين للناس مانزل إليهم ، أي : كما بين الله تعالى له ذلك ، فمرجع البيان عن القرآن ، هو سيد ولد عدنان - صلى الله عليه وسلم - .

فقد بين - صلى الله عليه وسلم - كيفية الصلاة لله تعالى ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " صلوا كما رأيتموني أصلي " كما بين لهم مناسك الحج وقال لهم  : " خذوا عني مناسككم " ، فلما نزل قوله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ، ياأيها الذين آمنوا صلى عليه وسلموا تسليماً ) سأل جمع من الصحابة رضي الله عنهم عن المراد بذلك ، فأجابهم وبين لهم كيفية أداء الأمر بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - كما بين لهم كيفية السلام عليه .

روى الإمام أحمد في مسنده عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : نزلت : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) الآية ، قالوا : كيف نصلي عليك يانبي الله ؟ فقال : " قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت عل إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .

قال : ونحن نقول : وعلينا معهم .