ضيوف الموقع
تاريخ الإضافة : 2013-01-15 02:44:00

تابع ... دفين الملائكة ( عامر بن فهيرة ) .. 3

وهكذا كان استشهاد عامر - وهو في سن الأربعين - خيراً له ولغيره ، ففاز بالنعيم الأبدي عند الله جزاء شهادته ، وكان سبباً في اهتداء أحد الكافرين إلى صراط الله عزوجل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم " . متفق عليه

وقد تحدث أحد الذين شهدوا هذه المعركة فقال إنه شاهد جسد عامر بن فهيرة وهو يرفع نحو السماء ، وجاء الإمام الزهري فقال : بلغني أنهم التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه  فيرون أن الملائكة دفنته .

وزكت السيرة العطرة هذا حين نسبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قوله : " إن الملائكة وارت جثة عامر بن فهيرة " .

وفي رواية " الطبقات الكبرى لابن سعد " أنه - صلى الله عليه وسلم - قد قال عنه : " إن الملائكة وارت جثة عامر بن فهيرة - وأنزل في عليين " وعليون هو المقام الكريم المحمود المجيد الذي قال عنه القرآن : " كلا ، إن كتاب الأبرار لفي عليين ، وماأدراك ماعليون ، كتاب مرقوم يشهده المقربون " وقد جاء في الحديث : " إن أهل الجنة ليتراءون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء " . والله يختص برجمته من يشاء ، وهو ذو الفضل العظيم .

هذا ، ولقد ظل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت شهرا ً ، ويدعو على أعداء الله الذين قتلوا هؤلاء الشهداء وفيهم عامر بن فهيرة ، وكان هذا القنوت في آخر ركعة من الصلوات ، بعد الرفع من الركوع .

ويروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : " مارأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وجد على أحد ماوجد على اصحاب بئر معونة "

- إن هؤلاء السابقين المستضعفين في الأرض لم يمنعهم فقرهم ولا قلتهم أن يجاهدوا ويقودوا ، فينتصروا ويسودوا ، وإن هؤلاء الأوائل قد ضربوا الأمثلة للمظلومين أو المهضومين ، كي يتجمعوا ويجاهدوا فيستردوا المسلوب ويقروا شرع الله في الأرض  " إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " .

ورضوان الله تبارك وتعالى على الشهيد دفين الملائكة : عامر بن فهيرة .