إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-02-16 15:48:47

في الخشوع والبكاء ...

وعظ مالك بن دينار يوما ، فبكى حوشب ، فضرب مالك بيده على منكبه وقال : « ابك يا أبا بشر ، فإنه بلغني أن العبد لا يزال يبكي حتى يرحمه سيده ، فيعتقه من النار »**يقول فرقد السبخي: قرأت في بعض الكتب : « قل للبكائين من خشية الله : أبشروا فإنكم أول من تنزل عليه الرحمة إذا نزلت » 

- (( أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَلاَ قَوْلَ اللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِي إِبْرَاهِيمَ : ? رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ? الآية . وَقَال عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ? إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ? فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ أُمَّتِي . أُمَّتِي ، وَبَكَى ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلِّ : يَا جِبْرِيلُ ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ ، عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، فَسَألَهُ ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا قَالَ ، وَهُوَ أعْلَمً ، فَقَالَ اللهُ : يَا جِبْرِيلُ ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ ، وَلاَنَسُؤُكَ.)).أخرجه مسلم و((النَّسائي)) في ((الكبرى)) ** وعظ مالك بن دينار يوما ، فبكى حوشب ، فضرب مالك بيده على منكبه وقال : « ابك يا أبا بشر ، فإنه بلغني أن العبد لا يزال يبكي حتى يرحمه سيده ، فيعتقه من النار » **قال رجل للحسن : أوصني ، قال : « رطب لسانك بذكر الله ، وند جفونك بالدموع من خشية الله ، فقلّ من طلبت لديه خيرا فلم تدركه »**قال صالح المري : بلغني عن كعب ، أنه كان يقول : « من بكى خوفا من ذنب غفر له ، ومن بكى اشتياقا إلى الله أباحه النظر إليه تبارك وتعالى ، يراه متى شاء »      **قال عبد العزيز بن الوليد بن أبي السائب : سمعت أبي يقول: ما رأيت أحداً قط الخوف ـ أو قال الخشوع ـ أبين على وجهه من عمر بن عبد العزيز.

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ "

قال ابن مسعود - رضي الله عنه - :" ما كان بين إسلامنا وأن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين " . فهو سبحانه استبطأ المؤمنين بقوله:{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق } فدعاهم إلى خشوع القلب لذكره وما نزل من كتابه . ونهاهم أن يكونوا كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وهؤلاء هم الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا. وكذلك قال في الآية الأخرى {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم ألي ذكر الله} والذين يخشون ربهم ، هم الذين إذا ذكر الله تعالى وجلت قلوبهم  "  

- أما القلوب التي لا تعرف الخشوع ، أما القلوب القاسية فقد حذرها - جل وعلا- وزجرها،ولم يسو بينها وبين القلوب العامرة بذكره فقال:" أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ " - وبين - صلى الله عليه وآله وسلم - فضل الخشوع والبكاء من خشية الله ، فقال:" عينان لا تمسهما النار ، عين باتت تحرس في سبيل الله ، وعين بكت من خشية الله"  وقال - صلى الله عليه وآله وسلم - :"لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم " 

- وقال - صلى الله عليه وآله وسلم - :" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله0 ثم ذكر منهم "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه". 

- قال سفيان الثوري:" سألت الأعمش عن الخشوع" . فقال : "يا ثوري ، أنت تريد أن تكون إماما للناس ولا تعرف الخشوع"

- وخشوع الجسد تبع لخشوع القلب إذا لم يكن الرجل مرائيا يظهر ما ليس في قلبه كما روي : تعوذوا بالله من خشوع النفاق ، وهو أن يرى الجسد خاشعا، والقلب خاليا لاهيا. ب - تعريف الخشوع في الشرع :-* خشية من الله تكون في القلب فتظهر على الجوارح ، قلَّ فيها الخشوع ، وضعف فيها الخضوع ، وهما روحها ولُبٌّها .

و خشوع الجسد تبع لخشوع القلب إذا لم يكن الرجل مرائيا يظهر ما ليس في قلبه كما روى تعوذوا بالله من خشوع النفاق ، وهو أن يرى الجسد خاشعا، والقلب خاليا لاهيا. - قال تعالى :{ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلاَّ على الخاشعين }