إشعاعات
تاريخ الإضافة : 2013-02-16 15:52:14

تعوذوا بالله من خشوع النفاق ...

أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَلاَ قَوْلَ اللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِي إِبْرَاهِيمَ : ? رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ? الآية . وَقَال عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ? إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ? فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ أُمَّتِي . أُمَّتِي ، وَبَكَى ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلِّ : يَا جِبْرِيلُ ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ ، عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، فَسَألَهُ ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا قَالَ ، وَهُوَ أعْلَمً ، فَقَالَ اللهُ : يَا جِبْرِيلُ ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ ، وَلاَنَسُؤُكَ.)).أخرجه مسلم ، قال : حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي . و((النَّسائي)) في ((الكبرى))

 " عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تعوذوا بالله من خشوع النفاق. قالوا يا رسول الله وما خشوع النفاق؟ قال: خشوع البدن، ونفاق القلب " .

- وعن أبي الدرداء قال: " استعيذوا بالله من خشوع النفاق. قيل له: وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع".فمن أظهر للناس خشوعاً فوق ما في قلبه فإنما أظهر نفاقاً على نفاق . - قال ابن القيم : "وكان بعض الصحابة رضى الله عنهم وهو حذيفة يقول : " إياكم وخشوع النفاق فقيل له : وما خشوع النفاق قال : أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع " . - ورأى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - رجلا طأطأ رقبته في الصلاة فقال: " يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلوب" .                                           * روى الحسن أن رجلا تنفس عند عمر بن الخطاب كأنه يتحازن فلكزه عمر - أو قال لكمه - وكان عمر رضي الله عنه إذا تكلم أسمع . وإذا مشى أسرع .وإذا ضرب أوجع ، وكان ناسكا صدقا وخاشعا حقا " .- ورأت عائشة - رضى الله عنها- شبابا يمشون ويتماوتون في مشيتهم . فقالت لأصحابها : " من هؤلاء " . فقالوا : " نسِِّاك" . فقالت : " كان عمر بن الخطاب إذا مشى أسرع. وإذا قال : أسمع. وإذا ضرب : أوجع. وإذا أطعم : أشبع . وكان هو الناسك حقا" .  - وقال الفضيل بن عياض : " كان يُكره أن يري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه ".                                                                                                     - وقال حذيفة - رضي الله عنه - " أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ، ورب مصل لا خير فيه. ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعاً " .  - وقال سهل : " من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان ".* هذا، وليس من خشوع النفاق التمسكن ، وتباكى من فقد الخشوع على نفسه ، إذا توارى واستتر، بغية أن يحصل الخشوع . فإن من طرق الباب وألح يوشك أن يلج. يجلب الخشوع في الصلاة أشياء كثيرة ذكرها العلماء. أذكر منها على سبيل الاختصار حضور القلب والإقبال عليها بنشاط :لأن الله - تعالى - ذم المنافقين فقال {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى }.وقال : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } .الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها :وذلك بترديد الأذان ، والدعاء بالأدعية المأثورة بعده ، وإسباغ الوضوء ، والمشي إلى المسجد بسكينة ووقار ، وصلاة تحية المسجد ، وانتظار الصلاة ، و الانشغال بالدعاء بين الأذان والإقامة ، وتعديل الصفوف ، واستحضار هيبة الموقف بين يدي ملك الملوك .وضع اليمين على الشمال فوق الصدر :أما وضع اليمين على الشمال لما في ذلك من الأدب مع الله - عز وعلا - . و أما فوق الصدر فهو السنة ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - و قال ابن رجب الحنبلي : " سُئل الإمام أحمد عن المراد بذلك [ أي وضع اليمين على الشمال] فقال : " ذل بين يدي عزيز " .- ترتيل القراءة وتدبرها :ويحصل الخشوع بأن تكون القراءة سليمة - أي بقواعد الترتيل - خالية من اللحن ، و بالاجتهاد في تحسين الصوت في التلاوة ، و بتفهم تلاوة الصلاة إذ ذلك أساسيا في حصول الخشوع .

قال النووي :" قال القاضي [ عياض ] : " أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها "إتمام الركوع والسجود :فذلك أدعى للخشوع. والإخلال به يبطل الصلاة. وسيأتي مزيد تفصيل بعد في موانع الخشوع.روى الإمام المنذري : عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه _ قال:قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود " . إطالة الركوع والسجود وتدبر التسبيح فيهما :فقد كان يُعدّ لرسول الله ص إحدى عشر تسبيحة في ركوعه ومثلها في سجوده وكان يقول :" أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء " .صلاة النفل في بيت :أن صلاة النفل في بيت الإنسان أفضل منها في المسجد مع شرف المسجد لأن فعلها في البيت فضيلة تتعلق بها؛ فإنه سبب لتمام الخشوع والإخلاص وأبعد من الرياء والإعجاب - الإعراض عن الدنيا والرغبة في الآخرة :فإن من أعرض عن الدنيا وزينتها ، هانت عليه ، وجعلها خلف ظهره . فلا يفرح بإقبالها ، ولا يحزنه على إدبارها . ومن رغب في الآخرة سعى لها سعيها ، واحتمل تكاليف الدين من أجلها . بل شعر بلذة العبودية فأورثه ذلك خشوعا في قلبه لا محالة .* فضل الخشوع ومكانته عظيمة لأنه :

مترتب عليه فلاح المؤمنين.به يستجيب الله الدعاء.ولأن الخاشعين ينالون ثناء الله ومدحه.

ولأن الخاشعين الباكين لا تمس أعينهم النار.ولأن الخاشعين الباكين لا يلجون النار . ( إلا تحلة القسم ) .ولأن الخاشعين فيمن يظلهم الرحمن يوم القيامة .وقد وقفت على أن الخشوع يراد به :

الخضوع ، والضراعة ، والتواضع ، والذل ، والإقرار بالاستخذاء ، والسكون والطمأنينة . كما أن الخشوع لا يكون بأكل الخشن ولبس الخشن وتطأطأ الرأس ، . وإنما بمعرفة الله والخوف منه وحبه وتعظيمه .وانتهيت إلى أن بعض العلماء عرف الخشوع بمعناه في اللغة وعرفه البعض الآخر بإحدى ثمراته ولذلك تنوعت تعريفاتهم .وأن الخشوع في الشرع أجمع ما جاء فيه أنه :"خشية من الله تكون في القلب فتظهر على الجوارح " .